38serv

+ -

 تبحث شركة سوناطراك وفرعها شركة (طاسيلي للطيران) حاليا عن إطار قانوني لبيع أسهمها والخروج بالتالي من مستنقع تسيير النوادي الرياضية التي دفعت إليها دفعا بإملاءات فوقية ودون أدنى دراسة مسبقة أو تخطيط.ولم يعد من المنطقي أو المعقول أن تستمر سوناطراك في “هدر” الأموال التي تصرفها على شباب قسنطينة ومولودية الجزائر، في وقت تشهد فيها الشركة والجزائر ككل ظرفا اقتصاديا عصيبا نتيجة التراجع الكبير للمداخيل بسبب انهيار أسعار المحروقات في الأسواق النفطية العالمية، دون الحديث عن المشاكل الإدارية التي يعرفها الفريقان والتي أساءت لصورة وسمعة الشركة البترولية العملاقة.وكانت مصادر في بيت شباب قسنطينة قد كشفت، بحر الأسبوع الماضي، بأن شركة (طاسلي للطيران) أحد فروع سوناطراك المالكة للنادي القسنطيني، تستعد لبيع أسهمها في شركة الفريق لفائدة المؤسسة الوطنية لخدمات الآبار التي ستقوم من جهتها بتقليص ميزانية الشباب إلى النصف، مقارنة بما كانت تقدمه (الطاسيلي)، بالمقابل يبحث مسؤولو سوناطراك عن صيغة قانونية للانسحاب من تسيير نادي مولودية الجزائر مع نهاية الموسم الجاري والتحول لممول للفريق عن طريق “السبونسورينغ” بداية من الموسم المقبل.وكانت شركة سوناطراك قد أعلنت صيف 2012 عن قرار دعم مشروع الاحتراف من خلال مرافقة أربعة نوادي جزائرية وهي مولودية الجزائر وشباب قسنطينة ومولودية وهران وشبيبة الساورة ليتم استثناء مولودية وهران لاحقا، فيما اكتفت (إينافور) بتمويل شبيبة الساورة، ولم يكن سرا أن القرار كان سياسيا بامتياز، حيث تزامن مع خروج أنصار مولودية الجزائر بالآلاف في شوارع العاصمة للتظاهر ضد إدارة الفريق السابق، لتسارع السلطات العليا لامتصاص غضب الشباب في ما يمكن وصفه محاولة أخرى لشراء السلم الاجتماعي، ليمتد القرار للنوادي الأكثر شعبية في الجزائر حتى لا يربط القرار باحتجاجات أنصار المولودية.وعلى ضوء هذا وقّعت سوناطراك، شهر أكتوبر، من عام 2012، على بروتوكول اتفاق مع مولودية الجزائر يسمح لها بالاستحواذ على جل أسهم النادي لفريق كرة القدم وحده، مادام أن بقية الفروع تحت رعاية الشركة البترولية منذ سنة 2000، بعد أن سحبت من “العميد” لتكون ما يسمى “المجمع البترولي”. واضطرت الشركة البترولية لدفع قرابة 25 مليار سنتيم كديون كانت على عاتق الفريق، كما تم تخصيص ما يقارب 60 مليار سنتيم كميزانية سنوية لموسم انتهى على وقع فضيحة كروية عندما رفض لاعبو “العميد” الصعود لاستلام ميدالياتهم في نهائي كأس الجزائر 2013 الذي خسروه أمام اتحاد العاصمة.الأموال لم تنقذ “العميد” و”السنافر”لم تساهم الأموال الضخمة التي رصدتها سوناطراك في الارتقاء بمستوى عميد النوادي الجزائرية، حيث كاد الفريق أن يودع بطولة القسم الأول في موسمه الثاني، ليكون المستفيد الوحيد هم اللاعبون الذين بلغت أجورهم مستويات قياسية وتجاوزت لدى البعض رقم 300 مليون سنتيم شهريا، رغم أن أفضل هؤلاء ليس مصنفا لاعبا دوليا.ولا يبدي مسيرو المولودية بدورهم أي حرص على الطريقة التي تصرف بها هذه الأموال العمومية، بدليل عدم ترددهم في تحويل اللاعب وليد درارجة من مولودية العلمة مقابل 3 ملايير سنتيم، وهو اللاعب الذي ليس أساسيا في تشكيلة الموسم الحالي، دون الحديث عن الأموال التي صرفت من أجل فسخ عقود لاعبين آخرين محليين وأجانب والمدربين الأجانب في صورة البرتغالي أرثور جورج، الذي تحصل على 44 ألف أورو مقابل إنهاء تعاقده مع إدارة النادي. ولم يكن حال شباب قسنطينة بأفضل من المولودية، حيث لم يستفد الفريق القسنطيني من شراكته مع شركة (طاسيلي) التي أعلن عنها في أكتوبر 2012، بدليل تواجده في ذيل ترتيب بطولة الموسم الجاري، رغم الأموال الضخمة التي صرفتها شركة الطيران في كل موسم والتي لم تكن تقل على 40 مليار سنتيم.ولم يجد مسيرو الشباب أي حرج في رفع رواتب لاعبين لمستويات قياسية هم أيضا، رغم أن أفضل هؤلاء هو حارس ثالث أو رابع في المنتخب الأول، حيث يتقاضى الحارس المغترب سي محمد سيدريك 250 مليون سنتيم شهريا، ويحصل جغبالة على 120 مليون سنتيم، ويبلغ راتب أكساس 160 مليون (الأمر يتعلق بمدافعين محوريين) دون الحديث عن صفقة مراد مغني الذي لم يلعب سوى دقائق معدودة نظير 66 ألف أورو (راتب شهرين) ما أدى إلى رفع كتلة الأجور في النادي القسنطيني إلى 3,7 مليار سنتيم في الشهر.   

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات