ترك بيان جبهة القوى الاشتراكية المقتضب حول إعلان موعد جنازة الزعيم الراحل حسين آيت أحمد، عدة تساؤلات بخصوص معنى أن تكون المراسم “وطنية شعبية”، وطرح البعض سؤالا عن أسباب تأخر الدفن إلى غاية يوم الجمعة 1 جانفي 2016، أي بعد 10 أيام كاملة من الإعلان عن وفاته. يشرح يوسف أوشيش، المكلف بالإعلام في جبهة القوى الاشتراكية، بأن تحديد موعد الدفن لم يحسمه الأفافاس لوحده، وإنما تم ذلك بالتوافق مع عائلته التي أصرت على أن يكون لزملائه وأصدقائه على المستوى الدولي كامل الوقت لإلقاء النظرة الأخيرة عليه، لذلك تم تحديد يوم الثلاثاء القادم في لوزان السويسرية للأجانب المنتظر قدومهم بقوة لتوديعه.وينتظر أن يكون من ضمن الذين سيفدون على لوزان، ممثلو الأحزاب المنضوية في الأممية الاشتراكية، وهي أكبر تجمع حزبي في العالم لمعتنقي أفكار الديمقراطية الاجتماعية، وكان آيت أحمد من بين أهم الفاعلين في هذه المنظمة ووصل إلى مناصب قيادية بها، لذلك يحظى بتقدير واحترام واسعين. كما سيزور عائلة الفقيد في سويسرا وزير الخارجية سابقا أحمد طالب الإبراهيمي، وفق ما أفاد مصدر مقرب به.ويرفض مسؤولو الأفافاس الحديث عن تأخر في موعد الدفن، لأن المسألة تتعلق بترتيبات لا يمكن تجاوزها، خاصة لما يتعلق الأمر برجل من حجم حسين آيت أحمد. ومن بين العوامل التي لم تساعد على نقله بسرعة عدا باقي الترتيبات، أن جثمان الفقيد الراحل سينقل على رحلة طيران عادية بين الجزائر وجنيف السويسرية، في ظل رفض العائلة لأي معاملة خاصة (نقله عبر طائرة رئاسية)، ما يعني أن المكلفين بنقله إلى الجزائر كانوا مخيرين بين 3 أيام في الأسبوع تعرف حركة نقل جوي بين الجزائر وسويسرا.لكن ما معنى أن تكون الجنازة “شعبية وطنية”؟ يقول أوشيش في رده على تساؤل “الخبر”، إن آيت أحمد “وهب حياته من أجل حرية الجزائر ويريد أن يدفن من عامة أبناء الشعب الجزائري، ولا يمكن في هذه الحالة إلا أن تكون جنازته شعبية مفتوحة أمام جميع من يريد أن يحضرها دون استثناء”. مضيفا أن الجنازة ستكون وطنية أيضا، بمعنى أنها “ستكون محفوفة بالرموز الوطنية التي لطالما ناضل آيت أحمد من أجل أن تكون عنوانا للسيادة الوطنية والاستقلال”.وقد بدأت التحضيرات بقوة في كل الولايات، حسب مسؤولي الأفافاس، من أجل تأمين وصول الوفود إلى مكان إقامة جنازة الراحل، حيث ينتظر وصول أعداد كبيرة يوم الجمعة القادم، بل إن هناك من وصل يوما فقط بعد الإعلان عن الوفاة إلى قرية آيت أحمد للمساعدة في التحضير للجنازة، كما تجري حاليا تهيئة الطرقات المؤدية إلى قرية آيت أحمد، ما يشير إلى إمكانية قدوم وفد رسمي هام، تتحدث بعض الأخبار التي لم تتأكد أن الوزير الأول عبد المالك سلال سيقوده.وتأكد أن البعد المغاربي سيكون حاضرا بقوة في جنازة الفقيد، إذ علمت “الخبر” أن رئيس الحكومة المغربي سابقا، عبد الرحمن اليوسفي، الذي يعد زعيما لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وأحد المقربين من الملك الراحل الحسن الثاني، سيكون حاضرا بالجزائر إلى غاية تاريخ الدفن، وهو الذي حل أمس بالجزائر وزار مقر الأفافاس مع سفير بلاده. ويتداول أيضا أن مصطفى بن جعفر، رئيس المجلس التأسيسي التونسي بعد الثورة، سيكون هو الآخر حاضرا في الجنازة.وفي هذا الإطار، ذكر يوسف أوشيش أن مئات التعازي وصلت من دول المغربي العربي، سواء من الرسميين أو السياسيين أو حتى المواطنين، وذلك للثقل الذي كان يمثله آيت أحمد على صعيد حمل وتبني الفكرة المغاربية، حيث كان يدعو دائما إلى ما يسميه “مغرب الشعوب”، ويرى في تكتل دول المنطقة وشعوبها المتجانسة مصدر قوة لهم في مواجهة التكتلات الأخرى التي نشأت في محيطهم.وعلى الرغم من مرور خمسة أيام على وفاة الدا الحسين، إلا أن جموع السياسيين والمواطنين لم تنقطع لحظة عن مقر الأفافاس لأداء واجب العزاء لعائلته السياسية، وقد شوهد أمس كريم طابو، المسؤول السابق للأفافاس، ونور الدين بوكروح، الوزير السابق، ومحمد علي بوغازي، مستشار الرئيس بوتفليقة، بالإضافة إلى وفد من الحركة الديمقراطية الاجتماعية. وككل مرة، تلتقي كل التصريحات في الثناء على الرجل ومساره، تارة بكلمات التبجيل العامة كما يقتضيه الحال عند المسؤولين في الدولة، وتارة أخرى باستدعاء معركته التي لم تتوقف يوما في مواجهة النظام الحالي عند ممثلي المعارضة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات