38serv

+ -

ما الذي يعكسه مقتل زهران علوش؟ مقتل علوش يعتبر ضربة كبيرة للسعودية وقطر وتركيا، لتقديمهما جيش الإسلام على أنه معارضة معتدلة، يمكن أن تشارك في الحكم، ومحاولتهما المستميتة تحسين صورته، وبعد مقتله أعلن خليفته في قيادة جيش الإسلام انسحابه من التفاوض مع نظام الأسد، وقد كان من بين الفصائل التي اجتمعت في الرياض، فكشف عن وجهه الحقيقي، كما أنني أرى في مقتل زهران محاولة لإضعاف التنظيمات العسكرية المتطرفة المحسوبة على القاعدة، على غرار أحرار الشام وداعش وغيرهما، ويمكن أن نقول إنه بمقتل زهران أيضا تم وضع حد لمحاولات بعض الجهات التسويق لهذه التنظيمات على أساس أنها معارضة معتدلة، وقطع الطريق عليهم.وهي رسالة للتأكيد على أن هذه التنظيمات ليست معتدلة، وأن الترويج لها بغير ذلك غير صحيح، بما يستدعي إعادة النظر مرة أخرى فيما يتعلق بتقديم المساعدات لهذه التنظيمات الإرهابية، لكن لا أعتقد أن قطر ستتوقف عن دعمها، فهي تجد نفسها في تقديم المساعدات لأنها دولة صغيرة، وتريد أن يكون لسياساتها الخارجية رأي وموقف في القضايا الإقليمية، وتصر على رحيل الأسد، بينما هي لا تطبق نظاما سياسيا ديمقراطيا، نفس الشيء بالنسبة لتركيا التي تريد إبعاد الأسد وتقول إنه ”رئيس ديكتاتور”، بينما كانت أكثر الدول المؤيدة للأسد قبل 2011 وشكلت معه نوعا من التحالف، واليوم تطالب برحليه وإنشاء منطقة آمنة، طمعا منها في ضم مناطق سورية إليها.كيف تفسرون هذا الاختراق لجيش الإسلام؟ أعتقد أن الاختراقات قائمة أصلا منذ فترة، وكما لا يخفى على الجميع، زهران محسوب على تركيا بالدرجة الأولى، حيث إنه منذ عدة شهور سافر عبر الأراضي السورية إلى إسطنبول وعاد في أمان، ويتلقى مساعدات من دول الجوار والإقليمية المتورطة في الأزمة، ومقتل قادة جيش الإسلام وقبلهم قيادات أحرار الشام دليل على الاختراقات، وأظن أن من قام بالضربة الطيران الروسي، وقد سبق أن قام بغارة على التنظيم منذ عدة شهور، كما أن مكان اغتيال زهران محيط بالعاصمة وقريب من المطارات العسكرية.هناك من يرى أن ما حدث ضرب لجنيف 3، ما رأيك؟ أعتقد أن قتل قيادات التنظيمات الإسلامية سيؤثر كثيرا عليها، حيث إن كل تنظيم مرتبط بقياداته، وهناك عدد من الألوية والكتائب، وبمقتله سيحدث نوع من الانقسامات وضغوط وحروب متبادلة بين هذه التنظيمات، وأتوقع أيضا أن يكون صراع داخل تحالف جيش الإسلام كما يحدث الآن في أحرار الشام، وهذه الصراعات كلها تصب في صالح نظام الأسد وتساعده على امتلاك المزيد من أوراق الضغط من أجل التفاوض السلمي، وسيكون لديه أيضا حضور على الأرض أكثر مما كان عليه، وبلا شك ما حدث يمثل ضربة لجنيف 3.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات