مفرقعة تقتل الميكانيكي عبد القادر في العاصمة

+ -

لم تمر الاحتفالات بذكرى المولد النبوي الشريف بالألعاب النارية والمفرقعات بسلام، حيث عاشت عائلة عابد الساكنة بحي 720 بعين النعجة في العاصمة، فاجعة فقدان الوالد عبد القادر، 63 عاما، الذي مات محترقا وهو منشغل بإصلاح سيارة أحد الزبائن أمام مرآب منزله قبل أسبوع من انطلاق الاحتفالات بالمولد.التقينا بشقيق الضحية الأصغر، محمود، بحي جنان مبروك بباش جراح بالعاصمة أين عاش عبد القادر طفولته، وعلامات الحسرة على فقدان أخيه بطريقة مأساوية بادية على ملامحه، حيث راح يسرد الوقائع “كالعادة كان أخي منشغل بتنظيف محرك سيارة أمام مستودعه بعين النعجة باستعمال البنزين، وعلى مقربة منه كان أطفال الحي يلعبون بالمفرقعات والنيران، حينها قذف أحد الأولاد مفرقعة باتجاه السيارة فاشتعلت النيران والتصقت مباشرة بجسد أخي كونه مرتديا بذلة العمل الملطخة بالسوائل السريعة الالتهاب”.وتابع محدثنا “المشهد كان مرعبا وبلمح البصر التفت النيران بأخي، وراح يصيح ويحاول إبعاد دلو البنزين حتى لا يمتد اللهيب إلى سيارات الزبائن ومنع حدوث كارثة أكبر، لكن ألسنة اللهب أصابت جسمه بدرجة أكبر، وبعد لحظات نجح ابنه والجيران في إخماد النار ونقله إلى مستشفى الدويرة، أين مكث قرابة أسبوعين”. يضيف محمد، ظل عبد القادر قرابة أسبوعين بالمستشفى متأثرا بحروق خطيرة من الدرجة الثالثة على مستوى ذراعه الأيمن وصدره، وقال خلالها إنه لم يكن يعلم أن سبب اشتعال النار يكمن في ألعاب نارية رماها أطفال، غير أنه كان واثقا بأن السبب ليس في السيارة كونه كان متأكدا بعدم وجود خلل كهربائي، خاصة وأنه يمتهن إصلاح السيارات منذ سنة 1972”. وقالت مصادر من المستشفى، إن الضحية وقبل وفاته أوصى بالعفو عن الطفل الذي تسبّب في احتراقه، وأوصى بعدم متابعته قضائيا، معتبرا ذلك من قضاء الله وقدره، فيما تأسّف شقيقه محمود على تحول ذكرى الاحتفال بسيد الخلق إلى “حروب في الأحياء”، وإغراق السوق بمختلف أنواع المفرقعات والشماريخ والسماح بإدخالها، ومن ثمّ ملاحقة الباعة الصغار.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات