مئات المرضى من الجنوب ينقلون كل أسبوع إلى تونس

+ -

 يتنقل مئات المرضى، كل أسبوع، من ولايات الجنوب إلى تونس للعلاج بدل التنقل إلى مستشفيات العاصمة. وقد تفاقمت الظاهرة في السنتين الأخيرتين، بسبب توفر العشرات من سيارات الإسعاف المتخصصة في نقل المرضى للعلاج في تونس من ولايات الجنوب الشرقي خاصة.كما وضع بعض رجال الأعمال من ولايات ورڤلة والوادي وإليزي وغرداية سيارات إسعاف مجانية في خدمة مرضى ولايات الجنوب “سيارات الإسعاف سبيل”، أي التي لا يتقاضى أصحابها أي أتعاب مقابل نقل المرضى، وفي أغلب الحالات لا تنقل مرضى الجنوب الشرقي إلى العاصمة الجزائرية بل إلى العاصمة التونسية، والسبب هو فقدان مرضى الجنوب وأقاربهم الثقة في مستشفيات الدولة، سواء في الجنوب أو في العاصمة، وقرب تونس إلى تلك المناطق أيضا.كما يتجه عدد متزايد من المرضى، خاصة من الجنوب الشرقي، للعلاج في دولة تونس، لسببين، الأول هو “الوضع الكارثي لهياكل الصحة العمومية في الجنوب”، كما يقولون، والمعاملة السيئة التي يتلقاها المرضى القادمون من بعيد في العاصمة.وقال السيد عليلي مجاهد، وهو سائق سيارة تعمل على خط غرداية - تونس، إنه يوميا تعبر ما بين 3 و4 سيارات إسعاف المعبر الحدودي بين الجزائر وتونس “طالب العربي”، وكلها باتجاه صفاقس أو العاصمة حيث توجد العيادات الجراحية الخاصة.كما تنقل سيارات سياحية وسيارات إسعاف، كل أسبوع، مئات المرضى من الجنوب إلى دولة تونس المجاورة للعلاج.فرغم الاستثمارات الكبيرة للدولة في قطاع الصحة، إلا أن الغالبية العظمى من المرضى باتت اليوم تفضل مستشفيات الجارة تونس على مستشفيات الجزائر. وقال السيد صوان عبد العالي، سائق سيارة إسعاف تؤجر للمرضى من مدينة ورڤلة: “أقوم كل شهر بما بين 7 و10 رحلات لنقل المرضى إلى العاصمة الجزائر والعاصمة التونسية، ففي الوقت الذي لا يزيد عدد الرحلات إلى العاصمة الجزائر عن رحلتين أو رحلة واحدة، أتنقل 4 مرات كل شهر إلى تونس”.ويقول السيد عبد العالي إن أغلب المرضى يحتاجون لإجراء عمليات جراحية استعجالية في تونس، وفي كثير من الحالات يخضع بعض المرضى للمتابعة من قبل أطباء متخصصين في تونس”.من جانبه، يقول السيد ركاب منذر، وهو زوج مريضة تعاني من القلب، من حاسي مسعود في ولاية ورڤلة، إنه “لا يمكن أن نطلق على المباني الموجودة هنا، يقصد الجنوب، مستشفيات، إنها مجرد أماكن ينتظر فيها المريض الموت”. أما عن سبب تفضيله تونس على الجزائر فيقول: “تنقلت مرتين إلى العاصمة رفقة زوجتي وزرت 3 مستشفيات حكومية، لكن لا يمكنني أن أصف لك سوء المعاملة في هذه المستشفيات”. أما عن العلاج لدى الخواص، فيقول “إن سعره في تونس أرخص منه لدى الخواص في الجزائر، إضافة إلى المعاملة الحسنة والعناية بالمريض”.وفي ولاية ورڤلة، يقول السيد محمد صوالح، وهو عضو سابق في المجلس الولائي بورڤلة، إنه “يوجد في هذه الولاية ما لا يقل عن 40 سيارة إسعاف خاصة، وعدد قليل منها تؤجر بثمن، أما البقية فقد قامت جمعيات خيرية بشرائها، ومنها ما تم شراؤه من قبل رجال أعمال ووضعت كلها في خدمة المرضى مجانا لنقلهم إلى حيث يريدون، بسبب عدم توفر العلاج التخصصي بالشكل الكافي في الجنوب والسمعة السيئة لمستشفيات العاصمة في مجال التكفل بالمرضى، حيث يتنقل من ولايات الجنوب الشرقي مئات المرضى للعلاج في المستشفيات الخاصة في تونس”.وفي ولاية غرداية، وبالرغم من أن عدد سيارات الإسعاف الموضوعة في خدمة المرضى يعتبر أقل، إلا أن عددا متزايدا من المرضى ينقلون للعلاج في تونس، بسبب تدهور الخدمات في مستشفيات وزارة الصحة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات