38serv

+ -

لم يعد لمفهوم الجيرة معنى لدى الكثير من الجزائريين، حيث تجاوزت الخلافات بين الجيران محيط المبنى السكني أو الحي، لتصل إلى مراكز الأمن وأروقة المحاكم بسبب خلافات تافهة.

تحوّلت أروقة المحاكم إلى فضاء لفك أبسط الخلافات بين من كانوا بالأمس القريب أقرب من الأهل في الحزن قبل الفرح، وهو حال قضية عالجتها محكمة باب الوادي، بطلاها شقيقان من رايس حميدو في العاصمة، طعنا جارهما بسكين بعد أن بلغ مسامعهما أنه قد تكلم عن شقيقتهما بالسوء، قائلا لأبناء حيه إنه يكرهها.وما إن وصل هذا الكلام إلى الشقيقين حتى نزلا إلى الشارع وهما يحملان سكينا، ولاذ الجار بالفرار بعد أن لمحهما، إلا أن أحدهما تمكن من اللحاق به وقام بطعنه على مستوى الرقبة.وصرح الضحية بعد سرد روايته بأن إشهار السكاكين بالرايس حميدو قد أصبح موضة جد عصرية، حيث رافع عن نفسه في الجلسة.ونفى أحد المتهمين ما نسب إليه وأرجع الآخر سبب المناوشات إلى أن الضحية قد تكلم عن شرفهما وهذا ما أثار غضبهما، وعلى ضوء هذه الأقوال سلط ممثل الحق العام لمحكمة باب الوادي عامين حبسا نافذا و100 ألف دينار غرامة نافذة في حق كل متهم.الكنة تشعل حربا بين الجارتين“ما تحبكش والله غير تحبني أنا” هذه العبارة ترددت على لسان امرأة في قضية سب وشتم وتهديد رفعتها ضد جارتها التي اعتبرتها أما لها، حيث راحت تسرد لهيئة المحكمة بباب الوادي في العاصمة أن جارتها كانت تحبها كثيرا إلى غاية حضور الكنة الجديدة التي نجحت في استمالة قلب العجوز، من خلال الاهتمام بأدق احتياجاتها.وعندما سألت القاضية الضحية “أين عبارات السب والتهديد من كل هذا؟” لم تجد هذه الأخيرة غير سرد القصة عليها من جديد، حيث راحت تصرخ في وجه الكنة الجديدة قائلة: “هي لا تحبك إنها تحبني أنا”.محاكمة بسبب “العدس”استغرب المتقاضون في قاعة المحكمة ببئر مراد رايس بالعاصمة وهم يستمعون إلى رواية رجل في العقد الرابع من العمر، راح يروي لهيئة المحكمة الأسباب التي قادته إلى رفع قضية على جارته التي شتمته، بعد أن ألقت العدس على غسيل زوجته.كما راح يسرد للقاضية المعاناة التي يعيشها على يد جارته التي أصبحت تلقي أي شيء على غسيل زوجته، موضحا أنها ألقت الحمض على ملابسهم في آخر مرة، ناهيك عن الإهانات التي تتعرض لها زوجته يوميا من جارتها التي تنعتها بـ”مكسرة اليدين” وتطلب منها الانتباه لغسيلها العفن، وتبرر إلقاء القاذورات عليه حتى تعيد تنظيفه جيدا فقط.خلاف بسبب كاميرا المراقبةتابعت محكمة بئر مراد رايس في العاصمة شخصا اتهمته جارته بنصب كاميرات مراقبة في التجزئة الخاصة بها.وصرحت الضحية في جلسة المحاكمة بأنها اكتشفت أن جارها قام بنصب هذه الكاميرات في مساحات مشتركة بينهما وهي كل من السلالم، الساحة والحديقة، مضيفة أنه لم يستأذن سكان الحي للقيام بمثل هذا الإجراء.في حين جاء ضمن تصريحات المتهم أنه يقطن بشقة في إحدى العمارات بمنطقة الأبيار وأنه بسبب تعرضه لعدة عمليات سرقة قرر نصب كاميرات مراقبة في مدخلي منزله وفي موقف السيارات، كونه كثير السفر إلى خارج التراب الوطني بحكم عمله كقائد طائرة، وهي الفترة التي يستغلها المجرمون لسرقته كلما تسنت لهم الفرصة، مؤكدا أن ما ذكره من أسباب هي الدافع الوحيد لنصبه كاميرات المراقبة.يطعنه بسبب كيس نفاياتتروي لنا السيدة نادية، القاطنة بحي بلوزداد الشعبي في العاصمة، قصة دخول أحد أبنائها السجن بعد خلاف مع أحد الجيران بسبب كيس نفايات، قائلة: “كنا في شهر رمضان وقام جارنا الذي يقطن في الطابق العلوي برمي أكياس القمامة أمام بابنا، رغم أننا حذرنا جميع السكان بعدم إلقاء نفاياتهم أمام منزلنا بحكم أننا نقطن بالطابق الأرضي، لكنه أصر على فعله، ليدخل ابني في شجار عنيف معه ودون أن يشعر اعتدى عليه بسكين، مسببا له جرحا بسيطا، ليتم سجن ابني سنة كاملة”.أما مراد، وهو شاب في عقده الثالث يقيم بحي الزيانية في شوفالي بالعاصمة، فتمت إدانته بمحكمة الشراڤة منذ عام ونصف تقريبا بثلاثة أشهر حبسا وغرامة مالية بتهمة الضرب والجرح العمدي. “تشاجرت مع جاري بالعمارة بسبب مكيف الهواء، حيث أخرج هذا الأخير أنبوب الماء الخاص بالمكيف من النافذة، ولما شغله أخذ الماء يخرج من الأنبوب فوق نافذتي، وكنت قد أخبرته بالمشكل عدة مرات لكنه لم يرد، وفي لحظة غضب صعدت إليه وحدثته بلهجة حادة ليتطور الشجار وضربته، فكانت لحظة كلفتني ثلاثة أشهر حبسا نافذا وغرامة قدرت بـ50 ألف دينار”.معارك يومية لركن السيارةمن بين أكثر المشاكل التي طرأت في السنوات الأخيرة وأصبحت محل خلاف دائم بين سكان الحي الواحد، ركن السيارة بالقرب من بيوت الجيران، هذا المشكل يتكرر في الكثير من أحياء العاصمة ويفجر الكثير من الخلافات بين الجيران.وهو ما يحدث يوميا بحي القبة في العاصمة، حيث يروي السكان المشاكل التي كان يختلقها أحد السكان يوميا مع جيرانه، حيث لا يسمح لأي شخص بركن السيارة أمام بيته تحديدا، وإلا يجد عجلات سيارته ممزقة وأحيانا يحدث فيها خدوشا، فيتحوّل الحي إلى ساحة مبارزة، وتتفاقم المشكلة عندما يتدخل باقي الجيران لفض النزاع وينحازون إلى أحد الطرفين، حتى توسعت العداوة بين الجميع، طرف مع هذا وآخر مع ذاك.وفي الحي نفسه أيضا، يتذكر السكان الطريقة التراجيدية التي توفي بها أحد جيرانهم بسبب الخلاف حول ركن السيارة أيضا، إذ كان يختلق دائما الشجار مع جيرانه ما تسبب في وفاته، حيث دخل في عراك بالأيدي مع أحد جيرانه، كلفه سقوطا مميتا على الرصيف.وفي السياق، حدثنا بأسف شرطي يعمل بمركز أمن غرب العاصمة عن قصص يندى لها الجبين عن شجارات بسيطة وتافهة بين الجيران، وتوقف عند حادثة قال إنها وضعت المنطقة التي يعمل بها في حالة استنفار، حيث ركن أحد سكان العمارة سيارته أسفل بيته ليأتي جاره منتصف الليل ويطرق بابه طالبا منه أن يركنها في مكان آخر لأن المكان خاص به.ولم يتقبل صاحب السيارة الأمر، ليقوم بالاتصال بأشقائه ومعارفه وكذلك فعل الآخر، فتحول الحي إلى ساحة معركة، حتى تدخلت قوات الأمن ولم تتمكن من السيطرة على الوضع حتى الساعات الأولى من الصباح، ليحال الجميع على المحكمة بتهمة الإخلال بالنظام العام وتكوين عصابات وجماعة أشرار، إضافة إلى الضرب والجرح العمدي وغيرها من التهم.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات