الضربات الروسية تقلّص رقعة انتشار داعـش في سوريا

38serv

+ -

في وقت توقّعت دراسة استراتيجية صادرة عن مصالح المخابرات المركزية الأمريكية، “سي أي أي”، “بلقنة” منطقة الشام غضون سنة 2016، ساهمت الضربات الجوية الروسية ووضع موسكو ثقلها في الأزمة السورية، في تحوّل موازين القوى في الميدان، وانتقال الجيش السوري من موقع الدفاع إلى الهجوم، فقد بلغت أمس 5200 طلعة قتالية منذ بدء العملية في سوريا، وما زاد من الضغط تزامن تلك العمليات مع عمليات واسعة النطاق يشنها الجيش العراقي على معاقل تنظيم داعش في العراق، وإغلاق الجيش اللبناني لعدد من المنافذ الحدودية.يساهم الوضع السائد في سوريا حاليا، في كسب أوراق تفاوضية لصالح النظام بقيادة الرئيس بشار الأسد، في مراحل أضحى فيها لاعبا لا يمكن تجاوزه في مرحلة يراد لها أن تكون انتقالية في سوريا، فقد كشفت المباحثات الروسية القطرية التي جرت، أمس، في موسكو بين وزير الخارجية سيرغي لافروف ورئيس الدبلوماسية القطري خالد بن محمد العطية، عن المواقف والرؤية الروسية إزاء مجريات الأحداث في سوريا، بداية بتأكيد الدور المحوري للنظام السياسي السوري، الذي نجح بفضل التغطية والدعم الروسي في تدعيم موقعه في الميدان واستعادة مساحة كبيرة من التراب السوري، بالإضافة إلى ضمان انحصار للمجموعات المسلحة، زيادة على إيجاد صيغ توافق في عدد من المناطق، آخرها عملية إخلاء 3500 عنصر من العناصر المسلحة في منطقة الحجر الأسود والقدم والعسالي، وبعض أحياء اليرموك، وهي الأكبر منذ بدء ما يعرف بالمصالحات في سوريا، التي تؤمّن العاصمة دمشق بمناطقها الكبرى، بعد أن كان تواجد المجموعات المسلحة التي اقتحمت أيضا مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين يهدد قلب العاصمة.وتنم جملة العمليات عن قدرة أكبر للنظام السياسي السوري على المناورة، وهو ما فهمته أطراف دولية في سياق الترتيبات السياسية الجديدة، التي عكست تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف المشددة على مشاركة الرئيس الأسد وأوسع نطاق ممكن من المعارضة السورية في المحادثات المستقبلة المقبلة، ولعل تصريح سيرغي لافروف بأن مشاركة الأسد في الانتخابات السورية لا تخص الأمريكيين، بل السوريين، هي رسالة مباشرة من موسكو عن قبول خيار الأسد في حالة تنظيم انتخابات ظفر بها الرئيس السوري.في المقابل، وبعد بروز مؤشرات تغيّر نسبي لمواقف العديد من الدول الغربية، فإن تسجيل زيادة في وتيرة الاتصالات الأمريكية السورية خلال السنة الحالية، يرتبط بواقع ميداني متحرك فرضت بعض فصوله سياسات الكرملين، وتحوّل بوصلة العلاقات الغربية الإيرانية على خلفية تسوية الملف النووي الإيراني، وإعادة “تأهيل” طهران إقليميا ودوليا، وهو التغير الذي دفع دولا مثل المملكة السعودية إلى استباق الوضع بإعلان تشكيل ائتلاف جديد إسلامي لمواجهة الإرهاب، رغم انخراط الرياض ودول الخليج في الائتلاف الدولي الذي تشرف عليه واشنطن و”السانتكوم”، الذي بدأ عملياته في العراق في 8 أوت 2015، وفي سوريا في 23 سبتمبر 2014.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات