38serv
لقد أصبح أكثر المجتمعات عبر العالم يخضعون لمختلف التلقيحات التي أثبتت نجاعتها بفضل النتائج الإيجابية التي حققتها لحد الآن. يتم تلقيح المولود الجديد منذ ولادته، ثم على دورات طوال سنين الطفولة، ثم يستمر في ذلك كل 10 سنوات لضمان نجاعة مناعته ضد مختلف الجراثيم التي تم تلقيحه ضدها، هذا ما جعل عددا من الأمراض العدوية التي كانت في الماضي القريب تنتشر على شكل أوبئة وتودي بحياة الملايين عبر العالم تتراجع بفضل هذه التلقيحات إلى حد كبير، وبعضها قد تم القضاء عليه تماما.لكن ليس كل الأمراض يمكن التلقيح ضدها، بل عدد منها فقط، نظرا لنوع الجرثوم المسبب للمرض، فالبعض يستجيب للتلقيح والبعض الآخر لا.يهدف التلقيح إلى الإنقاص من الأوبئة وخطورتها وأضرارها، ثم الإنقاص من عدد الوفيات التي تسببها هذه الأوبئة عند مختلف الشرائح، خاصة الهشة منها التي تعاني من سوء التغذية وسوء المعيشة والسكن غير اللائق.. كما يهدف إلى استئصال بعض الأوبئة الأخرى ثم الإنقاص من عدد أيام الغيابات من العمل التي تضر بالاقتصاد الوطني.لم يتم لحد الآن اكتشاف تلقيح ناجع ضد الزكام لسنين عديدة مثلما هو الشأن بالنسبة لمرض السل مثلا أو البوحمرون.. وإنما يمكن القيام بالتلقيح ضد هذا الداء لسنة واحدة فقط، وتجديد اللقاح كل سنة لمقاومة الداء أحسن وعدم التأثر به كثيرا، والتمكن من الشفاء بسرعة، وهذا الأمر راجع إلى تغيير الفيروس المسبب للزكام لتركيبته بسرعة وبصفة متكررة، حيث أصبحت أنواع الفيروسات المسببة للزكام في تزايد مستمر، واللقاح المستعمل هذه السنة لا يصلح للفيروس الذي سيأتي السنة المقبلة، هذا ما يتطلب تجديد اللقاح كل سنة لتنشيط المناعة ومقاومة الفيروس وتأثيراته على جسم الإنسان.يمكن لجميع الشرائح القيام بهذا التلقيح في أواخر فصل الخريف، وخاصة الأشخاص المتقدمين في السن وأصحاب الأمراض المزمنة والأطفال والمعوزين والنساء الحوامل، والمعرَّضين مهنيا كعمال الصحة وعمال النقل والبريد وغيرهم.كما يمنع القيام بالتلقيح ضد الزكام عند أصحاب الحساسية المفرطة لهذا اللقاح، وخلال حالة مرضية حادة، وكذلك في حالة الإصابة بمرض عصبي.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات