+ -

يخوض الأولياء مع كل عطلة مدرسية، رحلة بحث مضنية عن من يتكفل برعاية أطفالهم، خاصة مع “كابوس” توقف نشاط رياض الأطفال في القطاع الخاص تحديدا، فلا يجد هؤلاءغير طرق أبواب العائلة والعطلة المرضية والمربية المؤقتة بديلا إلى حين.يترقب الأطفال حلول “هلال العطلة” ليحتفلوا بتحررهم من الاستيقاظ باكرا وتعب الاختبارات وهاجس تحضير الدروس، وحتى من لم يبلغوا منهم سن التمدرس، لكن بالنسبة للأولياء العطلة بداية هاجس يستمر لمدة 15 يوما، يعانون فيها الأمرّين، وهو حال سيدة التقيناها عشية العطلة أمام روضة خاصة بحي القبة في العاصمة.تقول السيدة لمياء، وهي موظفة في القطاع العام، أن العطلة المدرسية معضلة حقيقية بالنسبة إليها، فـ15 يوما لا تمر أبدا بردا وسلاما عليها وعلى زوجها “أمضي أيام العطلة المدرسية في عطل مرضية بالتداول أنا وزوجي، أو بالتغيّب وترجي الزملاء للتستر علي”.والغريب حسب محدثتنا، أنها تضطر لدفع 15 ألف دينار للروضة “وبالمقابل تتركنا نستجدي في العطل من يتكفل برعاية أطفالنا”.ميزانية خاصةولا يتوقف عداد التكاليف التي يدفعها الأولياء للروضة التي تغلق أبوابها في العطلة، لكن الأمر أن بعضهم يلجأ إلى مربية مؤقتا في فترة العطل فقط، ويدفعون مقابل ذلك مبالغ تتراوح بين 6000 إلى 8000 دينار، زيادة على المبلغ الذي تستلمه إدارة الروضة دون نقصان رغم إغلاق أبوابها.وفي السياق، يقول زوجان استوقفناهما أمام روضة خاصة بحيدرة، قالا إنهما يضعان ميزانية خاصة للعطلة، “ألجأ في العطلة إلى المربية التي تعتني بابننا البكر الذي يدرس في السنة الثانية ابتدائي، والتي ندفع لها 4500 دينار مقابل التكفل به عند خروجه من المدرسة، وفي العطلة تعتني أيضا بالابن الأصغر.. ما باليد حيلة ليس لدينا بديل” تقول الزوجة.وإن كان هذان الزوجان قد وجدا الحل بحجز مربية ابنهما البكر مسبقا، فكثيرون يدخلون في دوامة أكبر، لأنه حتى المربيات يبرمجن عطلتهن لأخذ وقت مستقطع من رعاية الأطفال بالتزامن من العطلة المدرسية، ليضاعفن من متاعب الأولياء، مثلما هو حال السيدة نعيمة، وهي أم لثلاثة أطفال، يدرس اثنين منهما في السنة الثالثة والخامسة ابتدائي، والأصغر تتركه في روضة تابعة لمؤسسة رياض الأطفال “بريسكو”.تقول محدثتنا “إذا كنت مرتاحة بالنسبة لابني الأصغر، لأن الروضة لا تغلق أبوابها في العطلة، فالأمر مختلف بالنسبة لابني المتمدرسين، فحتى مربيات الأطفال اللواتي تتواجد بيوتهن بالقرب من بيتي يرفضن ذلك، إما بحجة أن لهن عدد محدود منذ بداية الموسم، أو أنهن أيضا يأخذن عطلة للتفرغ لأطفالهن، مما يدفعني إلى تركهما عند والدتي طيلة العطلة، رغم أنهما لا يرتاحان هناك طيلة تلك المدة، لكن ما باليد حيلة”.طرق أبواب العائلةوتبقى العائلة ملجأ أغلبية الأولياء في ظل غياب البديل، ولو اضطروا لقطع مسافة طويلة يوميا. فالسيدة فائزة، وهي موظفة في مؤسسة خاصة، قالت إنها مجبرة على قطع الكيلومترات يوميا لترك طفليها عند حماتها، وذلك قبل الالتحاق بالعمل “تصوّري أنني أضطر إلى إيقاظهما في وقت مبكر، رغم أنهما في عطلة، لأتوجه من بيتي في الرويبة إلى بيت حماتي في العاشور، ومنه إلى مقر عملي في شارع العربي بن مهيدي، والرحلة نفسها يقوم بها زوجي مساء لجلبهما، العطلة تتعبهما وتتعبنا، فلا هما استمتعا بنومهما صباحا ولا نحن ارتحنا”. وهو نفس ما ذهبت إليه السيدة فريدة، التي استوقفناها بحي حيدرة، إذ أكدت أن إغلاق الروضة يربك عائلتها الصغيرة، لأنها تضطر اللجوء إلى شقيقتها الماكثة في البيت أو حماتها أو شقيقة زوجها، اللواتي تدرك أنهن يقبلن رعاية أطفالها على مضض “وهن محقات، إذ لديهن أيضا مشاغلهن، لكن ما باليد حيلة”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات