+ -

 يختتم، اليوم، المؤتمر الـ14 لجبهة البوليزاريو، بتجديد الثقة في الرئيس الصحراوي، محمد عبد العزيز، أمينا عاما للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، والذي “فرض عليه أغلبية المؤتمرين الترشح للعهدة الجديدة التي فاز بها حفاظا على الاستقرار” دون منافس.قررت رئاسة المؤتمر تمديده يومين إضافيين، بعد أن كان مقررا أن ينعقد بين 16 و20 ديسمبر الجاري. إلا أن العدد الكبير للمشاركين الذي بلغ 2472، وحدة النقاش الذي شهده، تطلبا التمديد. كما كان مبرمجا أن تجري انتخابات تجديد قيادات جبهة البوليزاريو منفصلة في اليومين الأخيرين للمؤتمر، تبدأ باختيار الأمين العام ثم يتبعها انتخاب أعضاء المجلس الوطني، إلا أن العملية تم تأجيلها لنهار أمس، لتنظيم الانتخابين في نفس اليوم، لربح وقت الفرز وإعلان النتائج النهائية نهار اليوم الأربعاء، مع قرارات المؤتمر وتوصياته.واعتبر الرئيس الصحراوي المؤتمر الـ14 لجبهة البوليزاريو “ناجحا بالنظر إلى العدد الكبير للمشاركين من الأراضي المحتلة واللجوء والشتات في الخارج”. كما وصف النقاش بـ«النضالي، الديمقراطي والبنّاء”. في حين وصفه كثير من المشاركين بـ«الحاد”، نظرا للطروحات والمقترحات التي برزت منها العودة إلى السلاح، والمكانة التي منحها المؤتمرون للوفد الصحراوي القادم من الأراضي المحتلة، ولمستقبل العمل السياسي فيها.وتداول المراقبون احتمال ترشح ثلاثة أسماء لمنافسة محمد عبد العزيز على الأمانة العامة لجبهة البوليزاريو، إلا أنه تبين أن “المحاربين القدامى” مازالوا يتحكمون في مفاصل الجبهة، وأن الأجيال الجديدة للمناضلين الصحراويين ينتظرها عمل كبير للوصول إلى “القيادة العليا”.وتزامن المؤتمر مع أحداث عالمية “مهمة بالنسبة للقضية الصحراوية”، منها تصويت أغلبية البرلمانيين الأوروبيين لفائدة توسيع صلاحيات “المينورسو”، ثم قرار شركة “توتال” الفرنسية توقيف نشاطاتها في الأراضي الصحراوية المحتلة، والاضطراب الذي تعيشه الحكومة المغربية قبل زيارة الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، للمنطقة، منتصف العام القادم. يضاف إليها اكتساح اليسار الإسباني لمزيد من المساحة في الانتخابات التشريعية التي انعقدت في إسبانيا تزامنا مع المؤتمر الـ14 لجبهة البوليزاريو. يقابله “الاتهام الموجه لفرنسا من مختلف أنحاء العالم بأنها وراء كل الفتن التي تنخر منطقة الساحل الصحراوي والمغرب والمشرق العربيين”. وهي الدولة التي يحمّلها الصحراويون مآسيهم “لتواطئها مع النظام المغربي، ودعمها لاحتلال الصحراء الغربية، ومواقفها في مجلس الأمن الدولي”.وفي ظل هذه المعطيات، وقع إجماع بين المشاركين في هذا المؤتمر على تكثيف الجهد الدبلوماسي لتحقيق مزيد من النجاحات، مع دعم مقاومة سكان المناطق الصحراوية المحتلة الذين “زعزعوا النظام الاستعماري المغربي بمواصلة الانتفاضة منذ خمس سنوات رغم القمع”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات