+ -

وجه لخضر الإبراهيمي، وزير الخارجية السابق، والدبلوماسي المخضرم، انتقادات شديدة اللهجة لهيئة الأمم المتحدة التي كان مبعوثها الخاص في العديد من القضايا والأزمات عبر العالم، حيث أكد في ختام أشغال الدورة الثالثة لمجلس السلم والأمن الإفريقي رفيع المستوى، أن “الأمم المتحدة فقدت مصداقيتها في الآونة الأخيرة”، معزيا ذلك إلى “مواقف القوى العظمي التي خنقت الهيئة الأممية، ولم تسمح لها باسترجاع هذه المصداقية”.تميزت الكلمة التي أدلى بها الإبراهيمي، أمس، أمام ممثلي مجلس السلم والأمن الإفريقي، بالحدة إزاء منظمة عمل بها لسنوات طويلة، حيث دعا الأفارقة إلى التجند والتعبئة لمساعدة الأمين العام الحالي والمقبل لمنظمة الأمم المتحدة، من أجل إرجاع مصداقية واحترام هذه الهيئة الأممية التي فقدتها، محملا مسؤولية ذلك إلى طغيان القوى العظمى على قراراتها، “باعتبار أن هذه الأخيرة (يقصد مجلس الأمن) نجحت في خنق الأمم المتحدة ووضع كل المعوقات التي تحول دون استعادتها للاحترام الذي كانت تحظى بها رايتها وأعضاؤها السابقون”.واستشهد ذات المتحدث، الذي أكد أمام الحاضرين بأنه لا يود الدخول في التفاصيل، بالزمن الجميل للهيئة الأممية، حيث عاد إلى “الثقة التي كان يشعر بها الأفارقة بأهمية المنظمة العالمية أثناء إنشاء منظمة الوحدة الإفريقية بأديس أبابا سنة 1963، وإلى العمليات التي كانت تتم تحت رايتها والتي كانت محترمة في كل مكان، على غرار “عمليات التلقيح التي قمنا بها في أفغانستان”، مضيفا أن لديه قناعة بأن “إفريقيا سترفع رايتها في الأمم المتحدة أحسن من السابق، من خلال التنسيق مع ممثلي القارة غير الدائمين في مجلس الأمن، والذين لديهم مسؤولية أمام كل القارة وليس دولهم فحسب”.وجاء تدخل رئيس مجلس السلم والأمن الإفريقي الذي يشغل منصب وزير خارجية البورندي، متناغما مع الانتقادات التي كالها الإبراهيمي لهيئة الأمم المتحدة، حيث قال إن “مجلس الأمن لم يكن دوما منصفا في قراراته”، مستنكرا ما وصفه “بالتدخلات غير الضرورية في الشؤون الداخلية لبعض الدول الإفريقية، الأمر الذي يلزمنا بالعمل أكثر لإسماع صوتنا في هذه الهيئة، من خلال بوابة الدول الإفريقية الثلاث غير دائمة العضوية في المجلس”.أما رمطان لعمامرة فشدد، من جهته، على إصرار الأفارقة على المشاركة في صنع قرارات مجلس الأمن، حيث أوضح أن الاتحاد الإفريقي سيكون من أكبر المناصرين للقضية الفلسطينية وكافة الشعوب التي تعاني من ويلات الاحتلال، والظلم، والعنف، والجريمة المنظمة، مضيفا أن “إفريقيا اليوم استيقظت، وهي واعية بأنها قادرة على صنع المستقبل الذي يضمن السلم والازدهار للجميع”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات