+ -

قال محافظ المهرجان الثقافي الوطني للموسيقى والأغنية الأمازيغية، كريم عريب، إن المهرجان حقق أهدافه في اكتشاف المواهب والحفاظ على التراث الأمازيغي، ورغم سياسة ترشيد النفقات المتبعة حاليا من قبل وزارة الثقافة، إلا أن المهرجان حافظ على مستواه الفني. وذكر غريب في حوار مع “الخبر”، أن المهرجان يحاول الحفاظ على التراث والهوية الأمازيغية.المحافظ كريم عريب نحن في الطبعة الثامنة من المهرجان، هل نستطيع أن نقول إنه لم يحقق ما أسس له؟ أهداف المهرجان واضحة، وتتمثل في ترقية الأغنية والموسيقى الأمازيغية، وعندما نتحدث عن هذا، فإننا نقصد بطبيعة الحال الهوية الأمازيغية والتراث الأمازيغي والبعد الأمازيغي في الثقافة الجزائرية. هذا مهم جدا، البعد الأمازيغي ملك كل الجزائريين وليس احتكارا لأحد، ومهرجان تمنراست أكبر دليل، فيه تقريبا  17 ولاية مشاركة، هناك فنانون جاؤوا من تبسة، خنشلة، باتنة، أم بواقي، تيزي وزو، بجاية، سطيف، البويرة، ورڤلة، أدرار، إليزي، ومن تيبازة بشنوة. عندما نتحدث عن الأغنية الأمازيغية، نقصد في الحقيقة الأغنية الجزائرية، حتى في الإيقاع فهي جزائرية، هناك الشعبي، هناك الموشح،  لكن النطق فقط أمازيغي وهذا هو الأساس والاختلاف، وما يعطي الأغنية تميزها، يحاول المهرجان أن يحافظ على التراث والهوية ويساهم في ذلك.ما جديد الطبعة الثامنة؟ جديد هذا العام أننا برمجنا سهرة الافتتاح مع فنانين كانوا نتاج المهرجان، وفازوا بالجوائز الأولى في الطبعات السابقة وكل واحد أخذ مشوارا مختلفا بعد تفوّقهم في المهرجان، ومنهم من أصبح معروف على المستوى الوطني وحتى خارج الوطن، على سبيل المثال فرقة “تيكوباوين” التي شاركت في مهرجانات وطنية ودولية لثلاث سنوات، وهناك “غيلاس تركي” الذي شارك في ألحان وشباب ونال المرتبة الثانية ولديه مشاريع خارج الوطن، هناك أيضا فرقة إيشاوين التي أصبحت معروفة، والشاب بدر الدين من غرداية الذي انضم إلى فرقة “بابا عمي” المعروفة جدا في الشعبي الميزابي. هذا يبيّن أن المهرجان حقق أهدافه، كما أننا حرصنا أن نستغل تزامن المهرجان مع “الصالون طريق الفن” “ترونس ارث”، وهناك مواهب في الفن التشكيلي في تمنراست، نظمنا معرضا جماعيا في الفنون التشكيلية، أردنا من خلاله أن يحتك الفنانون المحليون بفنانين معروفين، مما سيسمح لهم التفكير في مشاريع فنية مستقبلا، ويمكّن فنانو الجنوب من الإطلاع على أعمال هؤلاء والتعلّم منهم والنهل من تجاربهم الفنية. تمنراست بعيدة جدا عن المركز، ولذلك أردنا أن نفتح على فنانينا المحليين بحضور مديري مدارس في مستغانم وبلعباس قد يهتموا بهم ويمكنوهم من فرص عرض أعمالهم في هذه الولايات، أردنا أن يتزامن مع هذا المهرجان الذي لديه شعبية، فالناس من خلال حضور المهرجان يمكنهم الإطلاع على المعرض،  الفنون التشكيلية فن راق وعلينا أن نوصله للمواطن.غاب الجانب العلمي والأكاديمي في هذه الطبعة على غير العادة ما هو السبب؟ كنا ننظّم الأيام الدراسية في كل طبعة، لكن غابت في الطبعة الثامنة لسبب بسيط، كان يعمل معنا المختص في التراث سامي ديدا الذي يشرف على تنظيمها، لكنه في سفر في مهمة رسمية تخص عمله لمدة شهرين. لا يمكن أن ننظم أياما دراسية في المستوى دون حضور شخص كسامي، الذي يعرف عددا كبيرا من المختصين وذو مستوى علمي راقي يقدمون إضافات حقيقية.. لا نرغب في تنظيم أي نشاط لمجرد أننا تعودنا على  تنظيمه.غابت كذلك بعض الفعاليات عن المهرجان، هل سياسة التقشف مست البرمجة في هذه الطبعة؟ نحترم توجيهات الوزير الأول ووزير الثقافة حول ترشيد النفقات، ونحن نعمل على هذا الأساس، وهناك مجهود في هذا الجانب، الميزانية نقصت وأردنا أن نحافظ على مستوى المهرجان نفسه، حاولنا إحداث التوازن، فهناك بعض النشاطات تم إلغاؤها، مثلا العام الماضي كان هناك احتفالا تقليديا موازيا في تهبورت، كما قلّصنا من عدد السهرات إلى ست.نلاحظ أيضا غياب الأسماء الكبيرة أو نجوم الأغنية الأمازيغية هل هو لنفس السبب؟ لا أستطيع أن أقول إنه لا يوجد نجوم حتى لا نغضب الفنانين الحاضرين، لكن الحقيقة أنه في السابق كانت كل طبعة تتميز بحضور نجم من نجوم الأغنية الأمازيغية، لم ندرجهم في هذه الطبعة، ليس لأجل ترشيد النفقات، لكن كان القصد في هذه الطبعة إعطاء الفرصة للشباب الصاعد، فلو أننا نركز فقط على النجوم والمواهب المبتدئة، فالفئة الثالثة التي تقع في الوسط بين الفئتين لمن تذهب ومن يشجعها على الاستمرار؟ هناك من صنعوا اسما لهم، لكن هناك أيضا من يمارسون الفن وليس لديهم اسم كبير، يجب أن نعطيهم فرصة تشجيعا على حماية التراث والأغنية الأمازيغية.كيف بالنسبة للمساعدات المالية من المؤسسات الخاصة أو السبونسورينغ؟ لا توجد لحد الآن، ما عدا الديوان الوطني لحقوق المؤلف الذي قدّم هذا العام مساهمة مهمة. نحاول أن نسير بميزانية وزارة الثقافة، والآن في إطار توجيهات وزير الثقافة، نسعى إلى التواصل والتقرب من التجار الكبار في تمنراست ونشركهم في المهرجان، وأيضا المؤسسات الاقتصادية الجزائرية خاصة الكبرى منها في مجال المحروقات، سنقدم لها ملفات ونتواصل معها، لكن هذه الإجراءات تأخذ وقتا لنصل إلى نتائج، وأكبر عائق يواجهنا هو البعد، لأن المقرات المركزية لكل المؤسسات الاقتصادية موجودة في الشمال وأغلبها في الجزائر العاصمة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات