+ -

 قدم 22 نائباً عن حزب ”نداء تونس” في البرلمان استقالاتهم من الكتلة النيابية للحزب بعد فترة من الصراع الحاد داخل الحزب، وفشل لجنة الصلح التي شكلها  الرئيس السبسي لإعادة توحيد النداء المنقسم بين أمينه العام، محسين مرزوق، والهيئة التأسيسية بقيادة حافظ السبسي، نجل الرئيس السبسي.وقالت النائب رابحة بن حسين، أبرز المستقيلين، إن أسباب الاستقالة تتعلق بكون ”مشروع نداء تونس الذي وعدنا به الناخبين ضاع ووقع تهميشه، ولا يتم إنجاز مشروع وطني حداثي ديمقراطي نكون مقتنعين به ومؤمنين به، فوجدنا حضورنا في الحزب لن يقدم أي إضافة للبلاد، ومن هذا المنطلق ووفاء للمشروع، وإيماناً بمبادئه أردنا التمسك به أكثر من أي انتماء حزبي آخر، سنحاول الوفاء له في مسار جديد آخر”، وانتقدت بن حسين مبادرة السبسي واعتبرتها مبادرة ”لم تقدم أية حلول توافقية، ولم تأخذ مواقفنا بعين الاعتبار أو احترامها، لذلك وصلنا إلى طريق مسدود”. ويعتزم المستقيلون تكوين كتلة نيابية مستقلة  والانضمام إلى الحزب السياسي الذي يعتزم الأمين العام للنداء محسن مرزوق تأسيسه قريبا، وهو ما انتهى إليه اجتماع عقد أول أمس في الحمامات، ضم إطارات النداء المرتبطين بشق مرزوق، حيث أعلنوا رسميا عن ”الانفصال التامّ عن كل المكوّنات والهياكل المسؤولة عن الأزمة الحاليّة وعن إعادة إنتاجها وعدم الاعتراف بكلّ القرارات الصادرة عنها”، وقرر المنشق محسن مرزوق تأسيس حزب سياسي جديد، وإطلاق مسار إعادة تأسيس المشروع الوطني الأصلي المتواصل مع الفكر البورقيبي، بمشاركة مباشرة من القواعد والإطارات الملتزمة في الحوار حول مبادئ وأهداف المشروع، وتشكيل لجنة متابعة، وتشكيل لجان جهوية ومحلية لتجميع الكوادر وتنظيم ندوة إطارات في التاسع جانفي المقبل، تسبق عقد مؤتمر وطنية شعبي للإعلان عن الحزب الجديد في العاشر جانفي المقبل، بهدف ما يعتبرونه ”مواصلة المشروع الوطني الإصلاحي العصري الذي تأسّست عليه حركة نداء تونس، والتصدي للمسار غير الديمقراطي القائم على التعيينات بالولاءات والمساومات والمماطلة والإقصاء وإنتاج الانحرافات والذي يستهدف تصفية المشروع الوطني العصري لحزب نداء تونس”.وكان الرئيس التونسي السابق، منصف المرزوقي، قد أعلن، أمس، عن تأسيس حزب سياسي جديد باسم ”شعب الإرادة”، فيما تسعى حركة النهضة لاستغلال حالة الارتباك السياسي الذي تعيشه أحزاب اليسار والتيار الليبرالي لتعزيز موقعها في المشهد السياسي في تونس، حيث تستعد لعقد مؤتمرها العام في مارس المقبل، في ظل تماسك داخلي لافت، وهو المؤتمر الذي يمثل تحولا  سياسيا كبيرا بالنسبة للحركة، خاصة وأنه سيعلن الحركة حزبا مدنيا ويرفع الغطاء الديني عن النهضة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات