الوزير يستقبل وزير الإعلام لكوريا الشمالية ويتبادل معه التجارب في الحقل الإعلامي؟! وأشهد أنني زرت كوريا الشمالية قبل 30 سنة من اليوم، وأشهد أن إعلامها آنذاك كان متطورا عن إعلام الجزائر بآلاف المرات؟!إعلام كوريا آنذاك يشبه الإعلام الحكومي الرسمي اليوم، فيه كيم إيل سونغ هو رئيس التحرير لكل المؤسسات الإعلامية..لقد كنا في عهد الحزب الواحد كصحافيين نتهكم على وضع المؤسسات الإعلامية الحكومية فنقول مثلا: “إن الرئيس آنذاك هو أكبر صحفي متعاون مع وسائل الإعلام (أي بيجيست) لأنه يملأ صفحات من الجرائد وقنوات الإذاعة والتلفزة يوميا.. بل وتفتتح به كل نشرات الأخبار والصحف يوميا!”.اليوم مثل الإعلام الكوري الشمالي هذا انقرض من الكرة الأرضية، ولم يبق سوى في كوريا الشمالية وفي الجزائر! ولكن في الجزائر مع الأسف لم يعد الرئيس باستطاعته أن يخطب مرتين في اليوم، كما كان في السبعينيات والثمانينيات، وحتى في العشرية الأولى من بعد الألفين. بل أصبح يحل محله الوزراء من أمثال ڤرين وبوشوارب... ورجال الأعمال من أمثال حداد وطليبة وغيرهم. حتى الأحزاب السياسية التي تتلمذت على الإعلام الرسمي الكوري الشمالي في الجزائر، أصبحت هي الأخرى تقوم بنشاطاتها يوميا وتدعو القنوات والصحف إلى تغطية نشاطاتها! بل وأصبح اجتماع هذه الأحزاب مع مناضليها يتم عبر استدعاء المناضلين بواسطة الصحف !نحن اليوم في الصحافة المستقلة أصبحنا (رغم أنفنا) ساحة للعراك السياسي الرديء، بين رداءة السلطة ورداءة الأحزاب! بل أصبحت الأحزاب السياسية والسلطة تستخدمنا في التراشق.. فالرئيس يرسل الرسائل إلى الشعب عبر الإعلام، والأحزاب ترد عليه عبر الإعلام أيضا!الآن مادام وزير الإعلام قد وجد الحل للواقع الإعلامي المزري بالذهاب إلى استيراد التجربة الكورية الشمالية في الإعلام، فقد نكون قد وجدنا الحل لمحنتنا الإعلامية بصورة جذرية، بعد أن فشلنا في حل هذه المعضلة بواسطة بطاقة الصحفي أو قنوات “الترابندو” الإعلامي، أو حتى ممارسة الإعلام بصفحات الإشهار؟[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات