عندما يحلم التلاميذ بالإنارة والتدفئــة ودورات المياه!

أدنى أساسيات التدريس غير متوفرة ببعض المؤسسات التربوية ببجاية، على غرار ابتدائية الحامة وثانوية اعراب وداك بولاية بجاية، فالإنارة والتدفئة ودورات المياه والتهيئة غائبة تماما، حيث صار التلاميذ يدرسون بطريقة بدائية، وهو ما جعل الأولياء يلجأون إلى حل وحيد للاحتجاج وهو مقاطعة الدروس.. إلى حين.     أجبرت الظروف المُزرية التي تعيشها بعض المؤسسات التربوية في بجاية، جمعيات أولياء التلاميذ، على منع الأطفال من الدراسة كوسيلة أخيرة للاحتجاج والضغط على الإدارة والمسؤولون المحليون لإيجاد حلول عاجلة. وقد تكرر هذا في أكثر من مؤسسة، حيث زارت “الخبر” ابتدائية وثانوية تتواجدان في وضعية أقل ما يقال عنها إنها “كارثية”.واحتجاجا على هذه الحالة التي استمرت منذ بداية السنة، أقدم العشرات من أعضاء جمعية أولياء التلاميذ للمدرسة الابتدائية الوحيدة بقرية الحامة  بمنطقة أميزور، على إقفال الباب الرئيسي للمدرسة وإطلاق حملة واسعة للإبقاء على التلاميذ في بيوتهم، وقالوا إنها ردة فعل طبيعية على الإهمال الذي تعيشه المؤسسة، حيث لا توجد إنارة في الأقسام بشكل يمنع التلاميذ من رؤية السبورة، كما أن التدفئة شبه منعدمة، فتحولت الأقسام الدراسية إلى “ثلاجات” مما يُعرّض التلاميذ في هذه السنّ المبكرة إلى تحمّل البرد القارس ودرجات الحرارة المتدنية في عزّ فصل الشتاء، وبذات المؤسسة اشتكى التلاميذ أيضا من غياب دورات المياه والتهيئة.وببلدية شميني، أقدمت جمعية أولياء التلاميذ على منع المتمدرسين من الالتحاق بثانوية الشهيد أعراب أوذاك، وذلك للتعبير عن احتجاجهم على الحالة التي وصفوها بـ”المزرية” والتي تعيشها المؤسسة منذ الدخول المدرسي الجاري 2015-2016.وحسب تقرير الجمعية الذي تحوز “الخبر” على نسخة منه، فإن أقسام الثانوية مهترئة، والطاولات والسبورات مكسرة، والكراسي محطمة والجدران متسخة، الأمر الذي جعل نفس الهيئة توجّه مراسلة إلى مدير التربية لولاية بجاية، وتطالبه بتجهيز الثانوية بالعتاد والوسائل البيداغوجية الضرورية. واستغرب المعنيون ما أسموه “جمود” المسؤولين إزاء الوضع وعدم تحرّكهم من أجل تهيئة وتجسيد المشاريع المبرمجة بداخلها وفي محيطها، وهددت جمعية أولياء التلاميذ، في بيان لها، بتصعيد حركتها الاحتجاجية عبر تشميع الثانوية، بداية من العودة من العطلة الشتوية في حال عدم تمسك المسؤولين بوعودهم.