تأسف رمطان لعمامرة، وزير الخارجية والتعاون الدولي، أمس، إزاء ما وصفه “بالمناورات المماطلة التي يعتمدها المغرب منذ أربعين سنة من غزوه للصحراء الغربية، عوض الالتزام بالبحث عن حلول لتسوية هذا النزاع، طبقا للتوصيات التي قررتها هيئة الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي”، مؤكدا أن “الجزائر لن تدخر أي جهد في دعم مساعي الأمين العام الأممي ومبعوثه الخاص، لتسوية نهائية لهذا النزاع عن طريق تنظيم استفتاء تقرير المصير”.تطرق وزير الخارجية والتعاون الدولي، رمطان لعمامرة، إلى قضية الصحراء الغربية، في الخطاب النصي الذي تم توزيعه، أمس، على منشطي مؤتمر السلم والأمن الإفريقي رفيع المستوى، الذي احتضنت وهران طبعته الثالثة على التوالي، دون أن يذكر ذلك في خطابه الشفوي الذي أدار به أشغال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، حيث شدد على “التزام الجزائر بتقديم كل الدعم اللازم للأمين العام للأمم المتحدة من أجل تسوية نهائية للنزاع في الصحراء الغربية”، مبديا التمنيات بأن تكون “الزيارة المقبلة التي ستقود بان كي مون إلى المنطقة فرصة لجر طرفي النزاع إلى طاولة الحوار، من أجل إعادة بعث المفاوضات من جديد، للوصول إلى تسوية نهائية بموجب تنظيم استفتاء تقرير المصير”.ودعا لعمامرة الأمم المتحدة، خاصة مجلس الأمن الدولي، إلى تحمل مسؤولياتهما كاملة للوصول إلى حلول عملية تتوافق مع الشرعية الدولية، وتنتهي بالتصدي للمناورات المماطلة التي يعتمدها نظام المخزن منذ 40 سنة من احتلاله الأراضي الصحراوية، وإنهاء المعاناة الكبيرة التي يتكبدها الشعب الصحراوي المحتل فوق أراضيه، مضيفا أن “آليات التسوية التي قررتها الأمم المتحدة منذ سنة 1990 توجد في مفترق الطرق، باعتبار أن كل مقترحات التسوية التي وصل إليها طرفا النزاع، المغرب وجبهة البوليساريو، سنة 2007، لم تسمح بإعادة استئناف المفاوضات من جديد، ولم يتم تسجيل أي جديد منذ ذلك الحين”، مردفا بالقول: “وأكثر من ذلك، فإن كريستوفر روس، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، وكيم بالوك، المندوب الخاص ورئيسة المينورسو، يجدان صعوبة كبيرة في أداء مهامهما”، في إشارة منه إلى الموقف الخطير الذي اتخذه المغرب مؤخرا، وأعلن عنه وزير خارجيته، والمتعلق بمنع روس من زيارة الأجزاء المحتلة من الصحراء الغربية مستقبلا.وبالمقابل، أجمع جميع المتدخلين في مؤتمر السلم والأمن الإفريقي، الذي حضره ممثلون عن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، على ضرورة إيجاد مقاربة بين الاتحاد الإفريقي ومجلس الأمن الأممي، تكون بمثابة قاعدة لتمرير المقترحات والحلول التي تجمع عليها المجموعة الإفريقية، من أجل التصدي لهموم القارة، وتسوية النزاعات التي تهدد الأمن الإفريقي، والتصدي لبؤر التوتر والأزمات التي يتضاعف خطرها، وهو ما اعترف به لعمامرة في كلمته، حيث قال إنه “ما إن نسجل تقدما في بعض بؤر التوتر، حتى تظهر بؤر أخرى، ما يجعل من الجهد الإفريقي أمرا في غاية الصعوبة في ظل استعصاء بعض الأزمات”، مثمنا في ذات الوقت الإنجازات التي حققتها مفوضة الاتحاد ودائرة السلم اللتان أشرفتا على التمرين الميداني للقوة الإفريقية الجاهزة للتدخل في إفريقيا، “ما يوضح قدرة القارة على التعبئة وجمع كافة الشروط لفرض حلولها”، فضلا عن تثمينه الاتفاق الأخير المبرم بالجزائر العاصمة، والذي توج بتعزيز آليات التعاون بين أجهزة الشرطة الإفريقية “أفريبول” التي أصبحت اليوم حقيقة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات