+ -

 درجة الكاملين أهل اليقين الرّاسخ والحبّ الشّامخ الّذين مدحهم ربّهم بقوله: {إِنَّمَا الْمُوْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّه وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّه أُولَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ} الحجرات:15، وما سواهم من ضعفاء الإيمان الّذين لم يتحرّروا بعد من ربقة شهواتهم ولم يخرجوا بعد من غياهب الأنا ورؤية سوى اللّه في الوجود.

فهذه حقيقة كليّة من حقائق الإسلام جاءت في صورة قسَم مؤكّد مطلقة بلا قيد. والمراد بالتّحكيم هنا، كما جاء في الظلال لسيّد قطب، ليس تحكيم شخص رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حال حياته فحسب، إنّما هو تحكيم شريعته الغرّاء ومنهجه القويم وإلاّ لم يبق لشريعة اللّه وسُنّة رسوله الكريم مكان في الوجود ولا انفعال في النّفوس ولا تأثير في حياة النّاس.. وإلاّ أيضًا لم يكن لقتال المرتدين معنى.. فقد قاتلهم سيّدنا أبو بكر رضي اللّه عنه في أدنى من ادّعاء زعيمهم مسيلمة الكذاب النّبوة؛ حاربهم لأنّهم منعوا الزّكاة وجحدوا وجوبها. فانحرفوا بذلك عن منهج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ولم يقبلوا حكمه بعد وفاته.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: