+ -

تفتح تمنراست ذراعيها هذا الأسبوع، لاحتضان ضيوف ومواهب وشباب الطبعة الثامنة من عرسها السنوي ”المهرجان الثقافي الوطني للموسيقى والأغنية”، بمشاركة 17 ولاية من مختلف مناطق الوطن.تستيقظ تمنراست، المدينة النائمة على زخم سياحي وتراثي مهمل، نهاية كل عام، على أنغام الأغنية الأمازيغية، في مهرجان يقاوم في صمت وجمال تقلبات الزمن، ويحاول الحفاظ على إرث موسيقي ضارب في عمق التاريخ، ومحفور في قلوب الأمازيغ كرسومات التاسيلي، من أريس وباتنة، إلى خنشلة إلى بجاية، إلى تيزي زو، إلى الشنوة، إلى ميزاب، إلى إن أمناس، ومن بشار إلى إليزي، ومن جانت إلى تمنراست، حيث حط الرجل الأزرق الرحال. يحاول المهرجان منذ تأسيسه في 26 مارس 2005 نفض الغبار عن التراث الأمازيغي، ورفع الشباب الهاوي على منصة التتويج، لتسليمه مشعل الأجداد، حتى تظل شعلة الأغنية الأمازيغية مشتعلة، وتكون الطبعة الثامنة تواصلا لهذا المسعى، حيث تنظم بكل وهجها، رغم إجراءات التقشف وترشيد النفقات التي أدت إلى إلغاء بعض الفعاليات الموازية واحتفظت بالفعاليتين الرئيسيتين، الأولى المسابقة بين الشباب المتأهل من التصفيات المحلية والتي ينتج عنها اختيار أفضل مؤدٍ للأغنية الأمازيغية وأفضل الفرق المبتكرة والمبدعة، والفعالية الثانية الموجهة لجمهور تمنراست والتي تضفي على المدينة جوا احتفاليا لطالما انتظرته وتحرك دواليب التجارة فيها.تميز الانطلاق الرسمي للمهرجان في شقه الرسمي بحضور والي ولاية تمنراست والسلطات المحلية، الذي اعتبر في كلمة الافتتاح أن هدف المهرجان الحفاظ على التراث الثقافي الأمازيغي الأصيل، مضيفا أنه صورة عما تزخر به الجزائر من ثراء ثقافي مادي ولا مادي، باختلاف أشكاله وطبوعه، يجمع في طياته رموز الوحدة الوطنية والتعدد الثقافي والفني، كما أكد على مسعى الجزائر لحماية هذه المكاسب للأجيال الصاعدة وضمان تواصل مثالي بين مختلف مبدعيها.وتم تقديم لجنة التحكيم المكونة من عمارة يزيد رئيسا ومجاهد بلعيد ويتيم علي ولعساكر يوسف وحمزة محمد أعضاء، وكلهم مختصون إما في التربية الموسيقية أو التراث الموسيقي، لتفتح تمنراست أبواب كرمها وتكرم أسماء خدمت التراث الأمازيغي بكل أشكاله على رأسهم مدوي بركة عازف آلة ”تمنزارت” الذي ناب عنه ابنه، ومجاهد عبد الحميد، ومجوج مازيغ جمعي وزيدي احمد، ليفسح المجال بعدها للفن الراقي الأصيل، مع بعض الآلات الموسيقية التقليدية ”تزامرت” و”امزاد” و”التيندي” مع نجمة تمنراست في هذا المجال ”لالا بادي” التي أبدعت بغنائها.استمر المهرجان في جانبه الجماهيري ليلا مع حفل موسيقي أحيته الفرق الفائزة في الطبعات السابقة، وهي على التوالي بدر الدين كركار في طابع الميزابي التقليدي وغيلاس تركي في القبائلي العصري وفرقة ايشاوين في الشاوي العصري والفرقة المحلية التي انتظرها الجمهور لساعة متأخرة من الليل ”تيكوبابين” وعزف على آلة القيثار في الطبع الترڤي. ويتواصل المهرجان إلى غاية 24 من الشهر الحالي، في شقيهه المسابقة والحفلات الليلية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات