+ -

لا أعتقد هذه المرة أن سلال لا يعي ما يقول حين قال: “إن الرئيس بوتفليقة ضد الجمود وسياسته واضحة”! فالرئيس بوتفليقة يمارس فعلا كفاحا يوميا ضد الجمود من خلال إعادة التأهيل الجسمي التي يمارسها ضد المرض.أما الوضوح في سياسة الرئيس (حسب سلال) فيبدو من خلال مخاطبته الشعب الجزائري، عبر سلال وعبر عمارة بن يونس وعبر غول وعبر سعداني، وحتى مخاطبته بالرسائل، وبواسطة شهادات الرؤساء الأجانب، ومنهم هولاند، وقولهم للشعب الجزائري “إن الرئيس الجزائري يتمتع بصفاء الذهن ودقة التحليل”، لا يستطيع فهمها الشعب الجزائري، ولذلك لابد من قيام الرؤساء الأجانب بشرحها للشعب الجزائري! هل هناك وضوح أكثر من هذا في سياسة الرئيس التي يشرحها للجزائريين سلال أيضا بوضوح يبدد الجمود!هل هناك وضوح في سياسة الرئيس أحسن من قول سعداني “إن سياسة الرئيس بوتفليقة ناجحة.. والحكومة هي الفاشلة...! ولذلك يطالب سعداني الرئيس بتغيير حكومة سلال في جانفي القادم بواسطة تغيير الدستور! والرئيس يدعو سلال مع من دعاهم إلى الرئاسة لإعادة صياغة الدستور الذي سيزيح سلال من الحكومة! هل هناك وضوح أكثر من هذا؟!سلال قبل عام أعطى الأموال للشباب البطال باسم سياسة الرئيس الواضحة، وقال لهم: لا تنتجوا.. بل تزوجوا بالأموال... وأنتجوا الأطفال! عوض إنتاج السلع والخدمات الاقتصادية. بل وذهب إلى حد تقديم الوعود للشباب البطال بتزويده بشريحة إلكترونية تمكن الشباب من سحب الأموال من البنك مباشرة!سلال شرح للرأي العام، خلال الحملة الانتخابية للرئاسيات الماضية، سياسة الرئيس الواضحة والقائمة أساسا على توزيع المال الريعي على الشعب والشباب بصفة خاصة، ورجال المال الفاسد.. وقال آنذاك سلال للشعب: إن هذا هو برنامج الرئيس! واليوم بعد أن تدهور سعر برميل النفط وشحّت الموارد وسقط برنامج الرئيس الذي زوّرت له الانتخابات على أساسه... ها هو سلال يستبدل برنامج الرئيس ببرنامج آخر مبني على الضرائب وزيادة الأسعار وقهر الغلابة المقهورين أصلا... دون أن يقوم سلال بشرح برنامج الرئيس الجديد... ولم يقل لنا سلال لماذا يتغير برنامج الرئيس الذي انتخب على أساسه ولا يتغير الرئيس؟! أهذه هي بداية الدولة المدنية، دولة القانون التي وعد بها سعداني؟! وهل هذا يتماشى مع دولة القانون والدستور؟!

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات