38serv

+ -

وصف رئيس نادي بارادو، خير الدين زطشي، تأهّل فريقه إلى الدور السادس عشر لكأس الجزائر على حساب اتحاد الجزائر، بالمنطقي، مؤكدا في الحوار الذي خصّ به “الخبر”، أمس، بأن النتيجة ليست مفاجئة، مضيفا في سياق حديثه بأن مخرج نجاة الكرة الجزائرية مرهون بمشروع وطني للتكوين، بعدما أثبت، بالدليل والحجة، بأن أكاديمية نادي بارادو مشروع ناجح.ما تعليقك على تأهّل فريقك على حساب اتحاد الجزائر المحقق بملعب عمر حمّادي ببولوغين؟ لا أعتبر تأهّلنا إلى الدور المقبل لكأس الجزائر مفاجأة، حتى وإن كانت هذه النتيجة تحققت على حساب نائب بطل إفريقيا وبطل مرحلة الذهاب للرّابطة المحترفة الأولى، وفوق أرضية ملعبه، ومردّ ذلك إلى أننا جميعا كمسيرين نعرف جيدا قيمة لاعبينا من الناحيتين، التقنية والبدنية، حتى أن اللاّعبين دخلوا أرضية الميدان دون أي عقدة ولعبوا براحة تامة منذ الدقيقة الأولى إلى غاية نهاية المباراة.تقصد أن نادي بارادو وضع التأهّل هدفا وكان مقتنعا بإمكانية تحقيق ذلك؟ بالتأكيد، لقد واجهنا اتحاد الجزائر بأرضه، وفي نيتنا كسب تأشيرة التأهّل.. كنّا نؤمن بقدرتنا على تحقيق ذلك، حتى وإن كان نادي بارادو يلعب في الرابطة الثانية وسيواجه فريقا قويا من الرابطة الأولى بأرضه، بدليل أننا لم نعتمد إطلاقا على الدفاع وانتهجنا، منذ البداية خطة هجومية من أجل تسجيل الأهداف، وتحكّمنا في مجريات اللّعب وقدّمنا أداء راقيا.. ومثلما تعلمون، فإن للكأس طابعا خاصا، ورغبة كل لاعب في التأهّل تزيد من قوة أي فريق.لكن فوز نادي بارادو كان بالأداء وبالنتيجة أيضا، هل كنتم تتوقّعون تسجيل ثلاثة أهداف كاملة على اتحاد الجزائر؟ في الحقيقة، لم أكن أتوقّع شخصيا الفوز بنتيجة عريضة على اتحاد الجزائر، لكنني كنت أؤمن بأننا قادرون على التأهّل. ودون مبالغة، فإن قناعتي مستمدة من ثقتي الكبيرة في فريقي، فنادي بارادو يشكّل خطرا على أي فريق يفتح اللّعب أمامه، وطريقة لعبنا لكرة القدم تُصعّب من مهمة أي فريق مهما كان حجمه، لأننا فريقا يملك لاعبين يتحكّمون في كل جوانب اللّعب، فهم يلعبون جيدا في المساحات ويملكون السرعة في التنفيذ، ويتجهون نحو الأمام دائما، ويقدمون كرات في العمق، وهم لاعبون يملكون تقنيات عالية جدا، بحكم التكوين القاعدي لهم في أكاديمية نادي بارادو.أنتم بصدد جني ثمار عمل الأكاديمية، أليس كذلك؟ هذا صحيح.. فخلال الموسم الماضي، فإن لاعبي الآمال للنادي من خريجي الأكاديمية هم الذين قادوا الفريق إلى تحقيق الصعود إلى الرّابطة الثانية، ونحن نجتهد هذا الموسم من أجل العودة إلى الرابطة الأولى. وفي مباراة اتحاد الجزائر، وظّفنا ستة لاعبين ضمن التشكيلة الأساسية من لاعبي الأكاديمية، وكان جالسا في مقعد البدلاء أربعة منهم، وهذا دليل على أن الفريق بصدد جني الثمار، بدليل الأداء الراقي للفريق في مباراة الكأس.. ويبقى في كل الحالات أن النتائج النهائية في المباريات ليست مضمونة في كل مرة، لكن ما هو مضمون؛ هو الأداء الراقي وتكوين لاعبين من مستوى عال جدا، يمكنهم رفع مستوى الفريق أو المنتخب.أداء نادي بارادو لفت الأنظار، وليس التأهّل فقط، فهل الفريق يلعب بالمستوى نفسه في البطولة، أم أن رهان الكأس هو الذي جعل الفريق يلعب بتلك الطريقة؟ صحيح أن طابع الكأس يعتبر محفّزا، لأن منافسة كأس الجزائر لها طابع خاص، لكن فريقنا يلعب بالطريقة الجميلة نفسها ويسيطر على كل منافسيه في البطولة. ومثلما ذكرت، فإن الفريق الذي ينتهج خطة هجومية أمامنا، ويعتمد على فتح اللّعب، فإنه يواجه مشاكل كبيرة، لذلك تجد نادي بارادو أحيانا يجد صعوبات لصنع الفارق أمام الفرق التي تتجمّع في الدفاع وترفض اللّعب، وتعتمد على غلق المنافذ، بدليل شهادة المدرّب نور الدين سعدي الذي كانت له الشجاعة للقول، حين كان مدرّبا للعلمة، إن نادي بارادو أحسن فريق يلعب الكرة.. وحين تفتح اللّعب أمامه، فإنك ستواجه صعوبات كبيرة.كلامك يعني بأن اتحاد الجزائر دفع ثمن فتحه للّعب؟ لم يكن بمقدور اتحاد الجزائر سوى فتح اللّعب، فهو فريق له سمعته ومكانته، محليا وقاريا. زيادة على ذلك، فقد استفاد من أفضلية الأرض، وكل هذه العوامل كانت ترغمه على عدم انتهاج خطة دفاعية، وهي طريقة لعب ساعدتنا كثيرا.تحدثت عن لاعبي الأكاديمية، غير أن الواقع يؤكد بأنه لا يوجد منهم لاعبون اليوم ينشطون في كبار النوادي الأوروبية، ما تعليقك على ذلك؟ الوقت لا يزال مبكّرا على بلوغ هذه المرحلة، لأن أكبر لاعبي النادي المتخرّجين من الأكاديمية، يبلغون عشرين عاما. وحين نستدل بمثال اللاّعبين ياسين براهيمي ورياض محرز، فإن تألقهما اللاّفت للانتباه تأتّى منذ سنة فقط، أي حين بلغ كل واحد منهما سن الـ24 عاما، لذلك فإن بروز لاعبي أكاديمية بارادو متوقّع بعد سنتين على الأكثر، وستكون البداية بالمدافع رامي بن سبعيني.هل تتوقّعون أن يلعب بن سبعيني في المستقبل القريب لأندية أكثر سمعة ومكانة من نادي مونبيليي الفرنسي؟رامي بن سبعيني تمكّن من فرض نفسه كمدافع في الرابطة الفرنسية الأولى مع مونبيليي، وهو في سن العشرين عاما، وهذا مؤشّر قوي على أنه يملك قدرات كبيرة، ولديّ ثقة وأمل أيضا في تمكّن رامي، في سن الـ23 عاما، من اللّعب لناد كبير، لذا يتعيّن عليه مواصلة العمل وكسب ثقة أكبر في النفس، والمستقبل القريب سيثبت لنا ذلك.تراهنون كثيرا على بن سبعيني المتخرّج من الأكاديمية؟ هذا أكيد؛ لأن بن سبعيني يملك إمكانات كبيرة، وأنا على يقين بأنه المدافع الذي سيفرض نفسه أيضا في المنتخب الأول، وليس في المنتخب الأولمبي فحسب. وحين يلعب رامي لأول مرة مع المنتخب الأول في محور الدفاع، فتأكدّوا بأنه لن يتنحّى أبدا، وسيبقى المدافع المحور الأساسي دون منازع لـ10 أو 12 سنة كاملة.بن سبعيني هو دليل على أن التكوين الصحيح هو المخرج الوحيد لضمان أجيال قوية مستقبلا بلاعبين محليين؟ لا يوجد بديل عن التكوين، وأعتقد جازما بأن بعث مشروع وطني لتكوين اللاّعبين هو الذي سيضمن مستقبلا لاعبين محليين من أعلى مستوى، وأقترح إقامة، على الأقل، أربعة مراكز جهوية، في الوسط والغرب والشرق والجنوب، والعمل بطريقة احترافية وذكية أيضا، فلا يكفي وضع لاعبين في مركز به غرف، ويتقاذفون الكرة لفترة معيّنة، بل يجب إيجاد أشخاص يملكون الكفاءة لتكوين لاعبين على أسس صحيحة. وحين يحدث ذلك، فإنني على يقين بأن المنتخب الوطني، بعد عشر سنوات، سيجد نفسه في المربّع الأخير في نهائيات كأس العالم، زيادة على أن ذلك يضمن تطوّر مستوى الأندية والبطولة في الجزائر.هل أنتم مستعدّون لتقديم المساعدة في مشروع كهذا؟ نحن على استعداد لتقديم المساعدة في أي مشروع يعود بالفائدة على كرة القدم الجزائرية، ونحن نملك اليوم خبرة تسع سنوات كاملة في مجال التكوين. وما أريد الإشارة إليه، أنه يتعيّن علينا العمل على المدى البعيد، وليس إقامة مراكز ظرفية من أجل التحضير لمنافسات كروية قريبة المدى.المنتخب الأولمبي تدعّم بلاعبين من أكاديمية بارادو، هل هذا مؤشر على عودة الدفء لعلاقتكم مع “الفاف”؟المنتخب الأولمبي ضمّ لاعبين من الأكاديمية وهم قعقع وبن غيث، وعلاقتنا بالاتحادية هي علاقة عمل واحترام. كما أن لاعبي الأكاديمية متواجدون حاليا حتى في المنتخبات الأخرى، على غرار أقل من 17 سنة وأقل من 20 سنة مع المدربين الوطنيين صابر وميخازني على التوالي، بنسبة 50 في المائة تقريبا.. وأنا على يقين أيضا بأن لاعبي الأكاديمية، مع لاعبين آخرين، سيعيدون هيبة المنتخبات الوطنية في كل أصنافها في الفترة المقبلة، بعد غيابها لمدة طويلة عن الساحة القارية، ولن نكون ضد أي مشروع يخدم الكرة الجزائرية.أوليفيي غيو رحل قبل أيام، وهو الذي كان يُشرف على تكوين اللاّعبين، من سيعوّضه مستقبلا؟ رحيل أوليفيي غيو أثّر علينا كثيرا، فقد قام بعمل كبير، لكننا سنعيّن مدرّبا آخر بدلا عنه بداية من السنة المقبلة، وستتعرّفون عليه في وقته. لكن يجب الإشارة إلى أن غيو كان يعمل أيضا مع مدرّبين جزائريين في الأكاديمية، خلال التسع سنوات الماضية، لذلك لا توجد قطيعة ويمكن مواصلة العمل بالطريقة نفسها.متى سنرى لاعبين آخرين، غير بن سبعيني، في النوادي الأوروبية؟ هدفنا، في القريب العاجل، تمكين عدّة لاعبين من خريجي الأكاديمية من اللّعب في أوروبا. وانطلاقا من الموسم المقبل، فإننا سنرسل لاعبين اثنين على الأقل، كل سنة، إلى أوروبا.     

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات