38serv

+ -

 تتوقع الحكومة أن تترقى بلدية بجاية لتتحول إلى أغنى بلدية على المستوى الوطني، بتحولها إلى قطب سياحي بامتياز، بسبب الحركية التي يعرفها القطاع السياحي في الفترة الأخيرة، وكذا احتضانها لمرافق اقتصادية هامة، كما تتوقع دراسة أن تتفوق بلدية الشراڤة في العاصمة على باقي البلديات الأخرى، بعد أن تمكنت من تحقيق قفزة تنموية كبيرة في ظرف عشر سنوات فقط، بتحولها من منطقة فلاحية إلى منطقة حضرية بحتة. اعتمدت دراسة أعدت في هذا الشأن واطلعت “الخبر” على تفاصيلها، على مؤشر النمو بمختلف ولايات الوطن والموارد المالية التي حققتها مختلف بلديات الوطن، وتلك التي من المتوقع أن تدرها على الخزينة العمومية مستقبلا. وإن كان أغلب سكان عدد من البلديات الغنية في الجزائر يستفيدون من خيراتها، ويعيشون نمط حياة متوسط، فإن بلديات أخرى كحاسي مسعود، التي تعد أغنى بلديات الوطن، من حيث مواردها المالية، مثلما تشير إليه أرقام مديرية المالية المحلية بوزارة الداخلية، والتي تحقق موارد تقدر بأكثر من 8 ملايير دينار سنويا، فإن سكانها محرومون من التوزيع العادل للثروة، وهم ينتظرون ما ستدر عليهم المشاريع المبرمجة لهم، مثل المدينة الجديدة بحاسي مسعود، التي من شأنها أن تخرج مئات السكان فيها من بؤرة التخلف.وتحصي الحكومة نحو 40 بلدية غنية في الجزائر، وهي البلديات التي تتجاوز مواردها ألف مليار سنتيم سنويا، ويتعلق الأمر بكل من البلديات التي تتوفر على مواقع نفطية أو غازية، ومناطق صناعية سياحية وشركات كبرى للإنتاج والخدمات.وتصنف الدراسة عددا من البلديات ضمن الأغنى على المستوى الوطني، منها بلديات وهران، والدار البيضاء بالجزائر العاصمة، وسكيكدة والشراڤة، التي تعرف بعاصمة الساحل العاصمي، وبجاية وواد السمار وسطيف والعلمة وقسنطينة والخروب وعنابة والرويبة، وحيدرة، هذه الأخيرة التي تقهقرت إلى مراتب أخيرة بعدما كانت تحتل المراتب الأولى بسبب تحولها إلى بلدية تحتضن إقامات المسؤولين والإطارات فقط، وافتقادها لبعض المرافق الاقتصادية الكبرى، إلى جانب الجزائر الوسطى التي يوجد بها ميناء العاصمة، وباتنة والبليدة التي تصنفها الدراسة ضمن أكبر البلديات التي تحتضن أكبر عدد من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتيزي وزو التي تحتوي بدورها على مؤسسات مصغرة ومرافق هامة، من شأنها أن تعرف تطورا أكبر بعد إنجاز المدينة الجديدة فيها، والتي تعد أكبر مدينة حديثة وجديدة، تضم نحو 60 ألف نسمة، بعد الانتهاء من الأشغال فيها، وكذا إليزي التي تعرف نشاط تجاريا أغلبه متعلق بالتهريب، وورڤلة والجلفة وبرج بوعريريج التي تحولت بدورها إلى منطقة نشاطات والصناعة التركيبية، وأقبو ببجاية التي تضم عشرات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة متخصصة في الصناعة الغذائية أغلبها متواجد بحوض الصومام، وإن أمناس، وهي منطقة حدودية تعرف نشاط التجارة بالمقايضة. بلديات في طريق النمو كما تحتل بلديات أخرى مرتبة هامة ضمن الجماعات المحلية الأكثر جلبا للإيرادات المالية، وهي في طريقها لتحقيق النمو المرتبط أساسا بالمشاريع الاستثمارية والتنموية، التي من شأنها أن تحتضنها مستقبلا، من بينها بلديات الرغاية والأبيار والقبة وزرالدة وبرج الكيفان واسطاوالي والعاصمة والدرارية، بالنظر إلى المساحة الشاسعة التي تحتلها هذه البلديات على مستوى ولاية الجزائر، وبطيوة ووادي تليلات في وهران، وبلديات أخرى بميلة، كما هو الحال بالنسبة لتاجنانت، ومغنية في تلمسان، وبلدية المسيلة وبسكرة أيضا.أما البلديات الأقل غنى فتبقى بلدية سوهاج بالبليدة ومريجة ببشار وولاد بوعشرة في المدية، وهي البلديات التي تعرف بطابعها الريفي، وتغيب فيها كل أشكال التنمية، معتمدة فقط على ما تدره الأرض أو تربية المواشي. وتحاول الحكومة التوزيع العادل للثروة على بعض البلديات، من خلال استحداث بعض الآليات التنموية، من بينها مشاريع التنمية الريفية، المتمثلة أساسا في توفير السكن الريفي والقروض الفلاحية، من أجل تمكين سكان البلديات الفقيرة من النهوض بقطاعهم، كما تعمل أيضا على فك العزلة بفتح الطرق الريفية، إلا أن ذلك يبقى غير كاف، في وقت ساهمت الأوضاع الأمنية المتردية في التسعينات، والمعروفة بالعشرية السوداء، في تكريس التخلف التنموي بهذه المناطق.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات