38serv

+ -

اضطرت عائلة “خالد” من بلدية الشريعة، جنوب غربي تبسة، اللجوء إلى العاصمة الفرنسية باريس لجلب علبتي دواء طاميفلو 75 بمبلغ 90.86 أورو، وهذا بعد فقدانه نهائيا بمستشفيات الجزائر العمومية أو الصيدليات، لاسيما بعدما طلبه الطاقم الطبي بالمستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة، في حالة ابنها خالد الهادي، الذي حوّل من مستشفى محمد الشبوكي بالشريعة، من ضمن 8 حالات توفي منهم 4 إلى حد الساعة.أحد أفراد العائلة قال لـ”الخبر” إن الدواء غير موجود نهائيا بتبسة، وحتى الكمية المخزنة تجاوزت تاريخ الصلاحية “وبحثنا عنه في كل ولايات الجزائر إلى أن تدخل فاعل خير جزائري الجنسية من باريس وأرسله أمس إلى مطار قسنطينة”، حيث سلمت العلبتان للطاقم الطبي، الذي أكد أن الحالة تتعلق بأنفلونزا الطيور “أش 5 أن1”، وأنهم منعوا من رؤية ابنهم الهادي البالغ من العمر27 سنة، الذي حوّل من الشريعة إلى تبسة ثم قسنطينة، ويرقد الآن على فراش المرض في حالة تنفس اصطناعي. وطرحت العائلة برفقة أهالي المصابين الآخرين استفهامات عديدة إزاء التعتيم الإعلامي بخصوص طبيعة المرض الذي يجب التصريح به لأخذ الحيطة والحذر وعدم التهاون. هستيريا الفزع من أنفلونزا الطيور تدفع السكان للمطالبة باستبعاد مذبح الدواجن من الوسط العمرانيوفي ظل هذه الأجواء من الحيرة والترقب، خاصة بعد تصريح وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بضرورة انتظار نتائج التحاليل من معهد باستور، وأن الأمر مبدئيا يتعلق بأنفلونزا موسمية حادة، ومطالبة الأطباء بقسنطينة بدواء طاميفلو 75، تبقى حالة الذعر وهستيريا الخوف من انتشار المرض تلقي بظلالها على الشارع التبسي، بالنظر إلى أن الدواء أصلا مفقود بالسوق الوطنية، ولا يستعمل إلا في حالات الالتهاب الرئوي الحاد، أو أنفلونزا الطيور أو الخنازير. وتطرح عديد التساؤلات عن مدى فعالية الإجراءات المتخذة، الوقائية أو توفير المخزون الكافي في المستشفيات التي يتحدث عنها مسيرو المؤسسات الاستشفائية. في ذات السياق، وتحت ضغط شبح الرعب والتخوف، طالب سكان حيين من بلدية الشريعة، طريق الضلعة وعبد الباقي، باستبعاد المذبح الجديد من الوسط العمراني بسبب ما يطرحه من فضلات على الهواء الطلق، وقد تسلمت “الخبر” نسخة من هذه الشكوى.من جهة أخرى، حذرت المصالح المعنية من استهلاك الدواجن غير المذبوحة في الفضاءات المرخصة قانونيا، والتي تحوز وحدها شهادة السلامة الصحية، والتي توفر شروط الصحة والنظافة، واتخاذ كل تدابير النظافة والتبليغ الفوري عن أي أعراض تتصل بمثل هذه الأمراض. جدير بالذكر أن حالات الإصابة ارتفعت إلى 8، منها 4 وفيات و4 أشخاص آخرين على سرير الرقابة الطبية بالمستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة، في حين تلقى مكتب “الخبر” بتبسة سيلا من المكالمات الهاتفية لكشف مستور ندرة الأدوية بالمستشفيات، وكذلك التشجيع على احترافية العمل في نقل المعلومة بالنحو الذي يجنب المواطن المغامرة في مثل هذه الحالات، لأن كل شيء ينتظر، إلا الصحة، فهي مقدسة ولا تنتظر التماطل والتأخر.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات