"حرموني من الاحتراف وميدالية أتلانتا أغرقتني في الوعود الكاذبة"

38serv

+ -

محمد بحاري رياضي رفع العلم الجزائري عاليا في العديد من المحافل الرياضية الكبرى كملاكم. من مواليد 29 جوان 1976 بسيدي بلعباس. من الأبناء المحبوبين في حي الأمير عبد القادر العتيق المعروف بتسمية “القرابة”، بفعل تفانيه الكبير في التدريبات ونشاطه الدائم، وتمكنه من جر العديد من الشباب إلى مزاولة الرياضة في حيه خاصة الملاكمة.البطل بحاري الحائز على الميدالية البرونزية في أولمبياد أتلانتا الأمريكية سنة 1996، وعلى ميداليتين ذهبيتين في الألعاب الإفريقية 1995 و1999 بكل من هراري الزيمبابوية وجوهانسبورغ الجنوب إفريقية، لا زال يتذكر الطريقة التي كوفئ بها بعد عودته من أمريكا، وحرمانه لاحقا من الإجازة الاحترافية التي منعته من إكمال مشواره الاحترافي في فرنسا، وأمورا أخرى يسردها من خلال هذه الدردشة.صباح الخير محمد، كيف الأحوال وأنت الذي غادرت أرض الوطن منذ فترة؟ الحمد لله أنا بخير وأشكر الله ليل نهار على نعمته. أنا متواجد بالعاصمة الفرنسية باريس منذ سنة 2000 بعد مغادرتي لأرض الوطن بحثا عن آفاق ومستقبل أفضل، بعد كل ما عانيته في بلدي الذي لن أندم يوما على رفع رايته خفاقة في كل المحافل الدولية التي شاركت فيها.تتحدث بنوع من المرارة وبنبرة ممزوجة بالحسرة، مع أنك كنت من بين الرياضيين الذين صنعوا مجد الملاكمة الجزائرية، خاصة بعد أن نلت شرف التتويج في أولمبياد أتلانتا الأمريكية.. يمكن أن تقول ذلك، مع أنني سبق أن قلت إنني لم أندم يوما على رفع علم بلدي وتمثيل الجزائر أحسن تمثيل في المحافل الدولية. لقد كانت الفترة التي تلت تتويجي بالميدالية البرونزية في أمريكا صعبة للغاية، مع أن ذلك لم يمنعني من مواصلة التألق في الألعاب الإفريقية بجوهانسبورغ سنة 1999، حيث تُوجت بالذهب للمرة الثانية في تاريخ الألعاب، بعد التتويج الأول الذي كان لي في هراري بزيمبابوي سنة 1995.ألك أن تسرد لنا ما حدث معك ومع أي طرف بالضبط؟ لقد استُقبلت استقبال الأبطال فور عودتي من أتلانتا الأمريكية، على غرار ما حصل مع البطل المرحوم حسين سلطاني، وهنا بدأت قصة الكلام المعسول والوعود الكاذبة التي بدأت تتهاطل علي من كل حدب وصوب، خاصة أنني نجحت بمعية شلة من الرياضيين الكبار آنذاك في رفع الراية الوطنية في محفل دولي كبير خلال فترة صعبة كانت الجزائر تمر بها.تصور أنهم كافئوني بشقة سوَّيت مستحقاتها لاحقا من مالي الخاص، بعدما دفعت 150 مليون سنتيم كاملة، ناهيك عن أمور أخرى أفضل الاحتفاظ بها لنفسي، مع أنني أعترف بأنني تلقيت قيمة مالية نظير تتويجي تعادل 50 مليون سنتيم آنذاك.هل لا زالت مرتبطا بعالم الملاكمة في فرنسا حاليا؟الملاكمة جزء من حياتي، ومن غير المعقول أن أستغني عن نصفي الآخر (يضحك). لقد سبق أن استفدت من قاعة تابعة للدائرة 14 ببلدية باريس وفقا لعقد مبرم بين الطرفين، قبل أن أستقل أخرى بمفردي حتى يتسنى لي رسم معالم مستقبلي بكل استقلالية.أنفهم من كلامك بأنك تزاول مهنة التدريب؟ حاليا أزاول نشاط دور المكون ومساعد لتدريب البراعم الناشئة، كما أنني بصدد تحضير شهادة تدريب في الملاكمة، وهنا لا يفوتني التذكير بأن أحد عناصري استُدعي مؤخرا إلى صفوف المنتخب الفرنسي، وهو ما حفزني كثيرا على مواصلة الجهد ووضع خبرتي تحت تصرف الشبان.ولماذا لم تفكر في وضع مثل هذه الخبرات تحت تصرف أبناء بلدك؟ صدقني الأمور صعبة جدا ومعقدة. في بلدي حرمتني الاتحادية الجزائرية للملاكمة من إجازة الملاكم المحترف التي كان من شأنها أن تفتح أمامي أبواب التألق خلال فترة إشراف السيد بن سالم على أمور الهيئة، قبل أن يتم توقيف الراتب الشهري الذي كنت أتقاضاه بمجرد تحولي إلى فرنسا لتسوية بعض الأمور، وهو ما جعلني خلال تلك الفترة أفكر في التوقف نهائيا عن مزاولة رياضتي المفضلة. صراحة التحفيزات تلعب دورا في الدفع بالرياضي إلى الأمام، وهو ما لم يتحقق لي في بلدي، ما جعلني أغادر، مع أنني أحلم يوما بالعودة إلى الجزائر والمساهمة في رفع راية بلدي من جديد في المحافل الدولية كمدرب.ألم تتعرض كرياضي عربي مسلم لمضايقات بعد ما حل بباريس مؤخرا؟ صراحة لا. أنا بخير ولم أكن محل أي مضايقات مهما كان نوعها ومن أي طرف كان.من هم الرياضيون الذين لا زلت متأثرا بالطريقة التي غادروا بموجبها عالم الرياضة عامة؟المرحوم حسين سلطاني من دون تردد. لقد كان بطلا كبيرا وكان لي الشرف أن مثلت معه بلدي في الألعاب الأولمبية في أتلانتا. لقد كان رجلا بأتم معنى الكلمة، ومازلت متأثرا بالطريقة التي توفي بها. لقد شكل خبر مقتله على يد مجموعة من الغجر بالنسبة لي صدمة كبيرة.وبماذا تريد أن تختتم هذه الدردشة؟أود أن أحيي كل أصدقائي وأحبائي وأبناء مدينتي سيدي بلعباس. أنا مرتاح البال والضمير لأنني مثلت بلدي وكنت أحد أحسن سفراء الملاكمة الجزائرية في المحافل الدولية. كما أن رضا الوالدين على ما قدمته يبقى وسام الشرف الحقيقي الذي نلته في حياتي.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات