+ -

سائق متهوّر في طريق مُلْتوٍ صَدَم طفلاً فقتله، فهل يعتبر القتل هنا خطأ أم عمدًا؟ وإن كان خطأ فهل يُعتبر قَبول الدية عفوًا من أهل المقتول؟ يعتبر القتل هنا شبهَ العَمد، لأنّ السّائق لم يَقصد قتل الطّفل لكنّه تسبَّب فيه بسياقته بتهوّر وبسرعة لا يُسمح بها في تلك الطّريق.ويلزم دَفع الدية لأهل المقتول إلاّ إذا عَفَوْا عنه تكرّمًا وتفضّلاً منهم، ويكفّر عن ذلك بصيام شهرين متتابعين وهذا حقّ لله تعالى.مع العلم أنّ كثيرًا من الفقهاء والمجامع الفقهية كيّفوا المسألة إن لم يحترم السّائق إشارات المرور وساق بتهور كما هو موصوف في السّؤال بأنّ السّائق هنا يجرّم، فعليه بالتّوبة مع ما ذكر. والله أعلم.عامل مكلّف بإحضار الوجبات الغذائية لعمّال الشّركة الّتي يعمل فيها، وغالبًا ما تكون هناك وجبات احتياطية زائدة، فهل يجوز لهذا العامل تناول شيء منها، علمًا أنّه يتمّ توزيع الوجبات المتبقيّة بين جميع العمّال؟ لا يجوز هذا التصرّف من العامل لأنّها خيانة للأمانة الّتي استأمنته عليها الدولة، والرّسول صلّى الله عليه وسلّم يقول “أَدِّ الأمانة إلى مَن ائتَمنك، ولا تَخُن مَن خانك”.فإن أحَسَّ بالجوع فإنّه بإمكانه تناول حصّته، أمّا ما تبقّى من الحصص بعد توزيع الوجبات على جميع العمّال فإنّه يقسَّم بين العمّال بإذن المدير إن كانت المؤسسة ملكًا له، والمال المُشتَرى ماله. والله أعلَم.شخص رُزِق بنتين، هل يجوز أن يقوم بتحاليل الكروموزومات المنوية بحثًا عن ولد ذكر؟ إنّ البنات هبةُ الله تعالى لعباده، قال تعالى: {يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا}، فعلى المؤمن أن يُعظّم هبة الله له بشُكر النِّعمة والحفاظ عليها بحُسن التّربية وحُسن المعامَلة.أمّا البحث عن الذّكر فجائز، وذلك بالدّعاء وسؤال الله عزّ وجلّ كما فعل سيّدنا زكرياء عليه السّلام حين قال: {فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوب وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا}، فقد سأل اللهَ ودعاه أن يرزقه ولدًا وأن يكون صالحًا، فالعِبرة بصلاح الذرّية لا بكثرة ذكورها.أمّا القيام بتحاليل الكروموزومات المنوية فالأفضل أن يتركه الإنسان لأنّه لن يُغيّر من قضاء الله وقدره شيئًا، فهو سبحانه الّذي يَهب الإناث وهو الّذي يَهب الذّكور، وإن فعل دون تعدٍّ فأرجو الله أن يكون في ذلك مُتّسَع. والله أعلم.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات