+ -

 لم يتجرأ أي من المتحدثين الجزائريين، في افتتاح أشغال المؤتمر الرابع لجبهة البوليزاريو في مخيم الداخلة للاجئين الصحراويين بتندوف، على ذكر اسم الأمين العام لجبهة التحرير الوطني عمار سعداني، لكنهم كلهم كرروا نفس خطاب “الدعم اللامشروط لكفاح الشعب الصحراوي من أجل سيادته واستقلاله”.استغرب المشاركون في المؤتمر من جزائريين وأجانب للغياب “الرسمي” لحزب جبهة التحرير الوطني الذي شارك بعض نوابه، لكن لم يتحدث أي منهم باسم الحزب الذي ينتمون إليه، ما أثار “الدهشة”، مع حرص الجميع على التوضيح بأنهم يتحدثون باسم الهيئات التي ينتمون إليها وليس الحزب الذي لم يتناول الكلمة مثل الأحزاب الجزائرية الأخرى وأحزاب عالمية ومنظمات في الافتتاح.ومع ذلك كان الذي “يدَّعي” أنه أزاح توفيق من “الدياراس” حاضرا في المؤتمر، بارتدادات تصريحه المبهم منذ قرابة شهر حول القضية الصحراوية، والذي فهم المغرب أنه بداية تخلي الجزائر عن الشعب الصحراوي. وازداد الإبهام بالغياب الرسمي لحزب جبهة التحرير في هذا المؤتمر مقارنة بالمناسبات السابقة، واجتهد نواب هذا الحزب الذين تنقلوا إلى مخيم “الداخلة” لتصحيح الفهم.وحرص وزير المجاهدين الطيب زيتوني، القيادي في الحزب “الغريم” التجمع الوطني الديمقراطي، أكبر مسؤول جزائري رسمي مشارك في افتتاح المؤتمر، على تأكيد تمسك الجزائر “الراسخ” باحترام مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها ودعم التطبيق التام لعقيدة الأمم المتحدة، وأن للجزائر “بصماتها” في تاريخ تصفية الاستعمار، وستواصل دعمها لشعب الصحراء الغربية حتى يتمكن من ممارسة حقوقه الكاملة التي تقرها له الشرعية الدولية. وأضاف أن هذا الموقف يتماشى مع مسعى المجموعة الدولية، وبالخصوص الأمم المتحدة التي أكدت من خلال كافة لوائحها المتعلقة بهذه القضية أن مسألة الصحراء الغربية مسألة تصفية استعمار، وأن حلها يكمن في الاستجابة لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره بنفسه. وواصل في خطابه سرد موقف الدولة الجزائرية.وفي اليوم الثاني للمؤتمر صباح أمس، نظم الوزير الأول الصحراوي عبد القادر طالب عمر استقبالا على شرف الوفد الجزائري من أحزاب وتنظيمات، عبرت جميعها عن الموقف الثابت للجزائر تجاه القضية الصحراوية. وأكد الدكتور سعيد العياشي، رئيس اللجنة الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، أن “الجزائر كما لن تتخلى عن الكفاح الفلسطيني فإنها متمسكة بنفس القوة بموقفها تجاه الشعب الصحراوي المكافح من أجل حقه في تقرير مصيره واسترجاع سيادته على أرضه”. ليبقى “الإبهام” متواصلا: هل ما قاله سعداني موقف شخصي له؟ أم هو موقف حزبه الرسمي تجاه القضية الصحراوية؟

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات