+ -

تراهن 33 دولة إفريقية على الجزائر كثيرا في إرساء تعاون بين كيانات الشرطة الإفريقية، في إطار منظمة “أفريبول” التي احتضنت بلدية بن عكنون بأعالي العاصمة، مقرها. وقد برزت هذه “الرغبة” من منبر مفوضية السلم والأمن الإفريقي ومجلس وزراء الداخلية العرب، تقديرا لـ”إسهام أكبر للجزائر في أفريبول باعتبارها بلدا مضيفا لمقره”.أفاد مفوض السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي، إسماعيل شرقي، في تصريح لـ”الخبر”، بأن “إعلان تأسيس منظمة للشرطة الإفريقية أفريبول يعد إنجازا هاما، ويأتي في وقت تكاثرت العمليات الإرهابية والجريمة المنظمة، وهو مركز سيمكن الشرطة الإفريقية من العمل وتنسيق عملها، وثانيا سيكون فرصة للتكوين إسهاما في عمليات السلم والأمن”.وأوضح شرقي أنه “دائما هناك مشاركة للشرطة في إحلال السلم والأمن، وهو تقريبا هدف متكامل، كما نأمل أن تكون هناك نقلة نوعية في العمل، من أجل الوقوف بحزم أمام تنامي ظاهرة الإرهاب والجريمة المنظمة والتجارة بالسلاح والاتجار بالبشر. وسنقدم تقريرا إلى مجلس وزراء الدفاع والأمن منتصف جانفي، الذين بدورهم يرفعون تقريرهم نهاية جانفي إلى الاتحاد الإفريقي”.وعن دور مركز “أفريبول”، قال شرقي: “إننا نعتبر من الآن فصاعدا أن المركز فعّل. وبعد أن تعتمد الميزانية، سترسل الشرطة الإفريقية على حسابها إطارات لتمكين المركز من الانطلاق، ومن الطبيعي أن يكون إسهام الجزائر أكبر باعتبارها بلدا مضيفا للمقر”.بدوره، لم يخف الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، محمد علي بن كومان، في تصريح لـ”الخبر”، تخوفه من كون “الإرهاب تحول إلى هم وهاجس عالمي، لكن مع وجود كيانات إقليمية لمكافحة الإرهاب والجريمة، تكون نجاعة وفاعلية من الكيانات الأممية أو الدولية”.ويركز بن كومان على “قاعدة بيانات جنائية تمتلكها الدول العربية، وعمرها أكثر من 40 عاما، وقد أتت أكلها في العالم العربي في إطار التعاون الأمني وتسليم المجرمين. طبعا الأنتربول يقوم بدوره لكن ما يزال دوره أقل بكثير من التنظيمات الإقليمية، لذا وجود الأفريبول سيؤدي مزيدا من التعاون بين الدول الإفريقية، ومركز أفريبول يعتبر من ضمن الأعمال التي تقوم بها الجزائر في مكافحة الجريمة، ولا ننسى أن الجزائر أول دولة عانت من الإرهاب وحذرت منه ومن مخاطره، وإيمانا منها بضرورة محاربة الجريمة والإرهاب، جاء هذا المركز الذي سيضيف لبنة في بناء الأمن ومكافحة الجريمة”.وحسب وثيقة بحوزة “الخبر” تكشف الخطوط العريضة لعمل “أفريبول”، “ستشكل آلية التعاون الشرطي “أفريبول” إطارا مثاليا ومتينا لإرساء قواعد العمل الجماعي والتضامني بين الدول الإفريقية، يعمل على ترقية مسار السلم والتنمية في إفريقيا، ويسمح بتبني استراتيجيات مشتركة وتقاسم الرؤية في كيفيات التعامل مع مسائل الإجرام والإرهاب والاتجار في المخدرات”.وخضع إنشاء “أفريبول”، استنادا إلى الوثيقة، إلى “إعداد ودراسة مشروع القانون الأساسي والهيكل التنظيمي لمنظمة أفريبول، وأيضا مخططات العمل وخيارات التمويل، على أساس خصائص القارة الإفريقية والخبرات المستقاة عن التنظيمات الشرطية”.ويشمل الإطار القانوني للتعاون “اتخاذ القرار ويمثله المديرون والمفتشون العامون للشرطة، وينشطون بالتشاور المنتظم مع اللجنة الفنية المتخصصة في الدفاع والسلامة والأمن، التابعة للاتحاد الإفريقي، وهذه الهيئة التقريرية، التي تضطلع بمهام رئيسية منها وضع السياسة والأولويات الإستراتيجية لمنظمة أفريبول، تمثل أعلى هيئة تقنية على مستوى القارة، تضمن القيادة في شأن جميع المسائل الشرطية في إفريقيا”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات