+ -

اعتبر الأمين العام لجبهة البوليزاريو، محمد عبد العزيز، المنتهية عهدته أمس الأربعاء، بمناسبة انعقاد المؤتمر الـ14 للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، أن استمرار المجموعة الدولية في التغاضي عن “انتهاك المملكة المغربية للشرعية الدولية يهدد بشكل خطير السلم والأمن والاستقرار في المنطقة”. قال الأمين العام في خطابه الذي قدم فيه تقريره الأدبي أمام المؤتمرين إن “الحكومة المغربية نفسها تعلن رسميا أنها فككت 130 خلية إرهابية في 13 سنة، بمعدل خلية في الشهر تقريبا، ليس مدعاة للفخر والطمأنة بمقدر ما يبعث على بالغ القلق والانشغال”. ووجه من جهة أخرى “رسالة أخوة وصداقة إلى الشعب المغربي الشقيق وندعوه إلى نصرة المظلوم. ونقول لهم إن الشعب الصحراوي لا يكن لهم سوى التقدير والاحترام، وندعوه للعمل مع موريتانيا والجزائر وتونس وليبيا وفق نهج سليم قوامه الاحترام وحسن الجوار مع كل بلدان المنطقة، تمهيدا لانطلاقة حقيقية للاتحاد المغاربي تجسيدا لطموحات شعوبنا”.هذا المؤتمر الذي ينعقد في “ظرف حاسم”، كما يقول كل المشاركون فيه، والذين بلغ عددهم 2472، منهم 52 في المائة يشكلون الجيل المولود بعد اجتياح المغرب للصحراء الغربية قبل 40 سنة. وهو حاسم في نظر الجميع “لأن تصويبات عديدة لمسار الكفاح من أجل الاستقلال تفرض نفسها. بالنظر إلى العزلة السياسية الدولية التي وجد النظام المغربي نفسه فيها، بسبب تعنته في انتهاك الشرعية الدولية. وكذا الانتصارات المتتالية التي يحققها كفاح الشعب الصحراوي على الصعيد العالمي”. وهي حاسمة أيضا كون “الجيل الذي راهن المحتل المغربي على تجريده من مبدأ الاستقلال صار أكثر إصرارا على رفع مطلب الاستقلال. خاصة مع تواصل الانتفاضة الشعبية في الأراضي المحتلة منذ انطلاق ملحمة أقديم أزيك سنة 2010 التي زادت من كشف النظام الاستعماري المغربي وجندت مزيدا من التضامن معه على المستوى العالمي”.وقد منعت السلطات المغربية أغلبية المشاركين في هذا المؤتمر من مغادرة الأراضي الصحراوية المحتلة، حيث لم ينجح سوى 60 منهم من الالتحاق بالمؤتمرين من بين 150 عضو.وعن مجريات المؤتمر، الذي يستغرق 4 أيام قابلة للتمديد، فقد انطلقت أشغاله بمخيم الداخلة للاجئين الصحراويين في تندوف، برئاسة اللجنة التحضيرية، التي اشتغلت في الأربعة أشهر السابقة لتحضير اللوائح والمقترحات. وترأسها السيد خطري الده، الذي شكر في مستهل كلمته “الدعم الدائم والمستمر للجزائر لكفاح الشعب الصحراوي”. كما ثمّن حضور السيد الطيب زيتوني، وزير المجاهدين الجزائري. وبعدها شكر بقية الوفود الأجنبية منها الموريتاني، والجنوب إفريقي ممثلا في الأمين العام للمؤتمر الوطني الإفريقي. وحضرت وفود من 16 بلدا من إفريقا، آسيا، أمريكا وأوروبا، مع الحضور المميز لوفدين من لبنان وفلسطين، وأكثر من 140 صحافي من وسائل إعلامية عالمية.وقررت رئاسة المؤتمر أن تجري الأشغال في جلسات مغلقة. وهذا نظرا “للنقاشات الحادة بين المؤتمرين الذين يعتبر كثير منهم أن وقف إطلاق النار لا يعني نهاية الحرب التحريرية”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات