كنيسة "السيدة الإفريقية" تحيي عيد مولد المسيح عيسى

+ -

 أحيا سفراء وأفراد القنصليات ومعتنقو الديانة المسيحية في الجزائر، ليلة أول أمس، بالكنيسة الكاثوليكية “السيدة الإفريقية” في الجزائر العاصمة، تقليدهم الكنسي واحتفلوا، مسبقا، بمولد المسيح عيسى عليه السلام، المتزامن مع ليلة 24 إلى غاية 25 من شهر ديسمبر من كل سنة ميلادية، في جو احتفالي طغت عليه الطقوس الكاثوليكية.اكتست الكنيسة التي تعتبر أحد المعالم التاريخية في الجزائر وتحفة معمارية نادرة، عشية الاحتفال، بثوب بهيج وتزينت بأضواء المصابيح الخافتة التي انبسطت ظلالها في فضاء الجوهرة العتيقة الضخمة وسلطت أنوار شموعها الكبيرة على جدرانها المنقوشة بشتى الآيات والتراتيل الممجدة للديانة المسيحية، تاركة انعكاسات ضوئية خاملة على تمثال السيدة السمراء الجاثم أمام الحنية المنقوش عليها عبارة التسامح بين الديانات: “السيدة الإفريقية، قومي بالدعاء لنا وللمسلمين”.وما هي إلا لحظات حتى صعد القساوسة بحلتهم البيضاء الناصعة، فانطلقت مراسم الاحتفال بأداء صلوات وأدعية للسلام وللاجئين وللجزائر وللرب.. وغيرها من الأدعية الدينية، تفاعل معها المصلون الذين ملأوا قاعة الكنيسة واكتظت عن آخرها بشخصيات دبلوماسية وأفراد عائلتهم، الذين ظلوا يرددون عبارة “آمين”.وبعد إتمام الصلوات الست، جاء دور الفرقة الموسيقية المتكونة من 12 جنسية، أشرف على تكوينها سفير المملكة البريطانية في الجزائر، أندروي نوبل، خصيصا لهذه المناسبة الدينية التي أحيوها للمرة الأولى في الكنيسة الجزائرية احتفاء بمناسبة مولد النبي عيسى عليه السلام، حسب ما أوضح لـ”الخبر” أحد قساوسة المعبد الذي قال إن اختيار تاريخ الليلة كان بهدف لمّ الشمل قبل رحيل السفراء إلى أوطانهم للاحتفال هناك يوم 24 ديسمبر القادم. وتعالت الصيحات الجهورية من حناجر المغنين الذين راحوا يرددون الترانيم الدينية وارتفع صوت موسيقى آلة البيانو الذي ملأ قاعة العبادة وارتعشت جدران الكنيسة لإيقاعاتها، وأخذ قائد الجوق يرفع يديه عاليا ناسجا حركات وموجات في الهواء، تفاعل معها الحضور الذين ظلوا يقفون ومن ثم يعاودن الجلوس، كإحياء طقسٍ من طقوس الاحتفالات بمولد المسيح عليه السلام على طريقة الكنيسة الكاثوليكية البريطانية.وشهد محيط الكنيسة الجاثمة في أعالي بولوغين بالعاصمة حراسة أمنية مشددة وانتشارا واسعا لأفراد الأمن، حتى داخل قاعة العبادة، تحسبا لأي أمر مفاجئ قد يعكر صفو جو الاحتفال ويفسد عليهم فرحتهم. كما جرى الاحتفال في ظروف هادئة، عكس ما تتحدث عنه بعض التقارير الدولية بشأن التضييق على ممارسة الأقليات المسيحية لشعائرهم الدينية في الجزائر. 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات