"تأهلنا إلى ريو 2016 أحسن رد على المشككين في اللاعب المحلي"

المنتخب الوطني الأولمبي يتأهل إلى الألعاب القادمة التي ستحتضنها ريو دي جانيرو، هل يمكن القول إنكم دخلتم التاريخ؟ أعتبر انجازنا في دورة السينغال تاريخيا، رغم فشلنا في العودة باللقب القاري الأول للجزائر بالنسبة لهذه الفئة، فهدفنا كان التأهل إلى أولمبياد ريو دي جانيرو.. والحمد لله تمكنا من بلوغ هذا الهدف بفضل الجهود الكبيرة التي بذلناها والعمل الكبير الذي قام به المدرب السويسري، أندري بيار شورمان، دون أن أنقص من عمل كل فرد في المنتخب.. لقد أدخلنا الفرحة إلى قلوب كل الجزائريين، واعترف أننا كنا نريد العودة باللقب القاري، لكن الحظ لم يكن حليفنا أمام منتخب نيجيريا في المباراة النهائية، وربما عامل الخبرة أيضا رجح الكفة للنّيجيريين.تأهلكم إلى الأولمبياد لم يتوقّعه أغلبية المتتبعين، بالنظر إلى تواجدكم في مجموعة صعبة لقبت بمجموعة “الموت” وتسجيلكم نتائج متواضعة في المواجهات الودية قبل تنقلكم إلى السينغال، فكيف تمكّنتم من قلب كل هذه التوقعات؟ تأهلنا إلى الأولمبياد كان بمنزلة أحسن رد على المشككين في إمكانيات اللاعب المحلي.. صحيح أننا لم نفز بجميع اللقاءات الودية التي خضناها قبل التوجه إلى السينغال، لأن عدة عناصر كانت تعاني إصابات ونقص المنافسة.. بدليل أنني شخصيا غبت عن المنافسة شهرين كاملين بسبب الإصابة، وعدت إلى المنافسة في السينغال، ومع ذلك أثبتنا قدراتنا وأحقيتنا في التأهل إلى الأولمبياد، رغم المجموعة الصعبة التي لعبنا فيها. وهنا يجب الإشارة إلى العمل البسيكولوجي الذي قام به المدرب شورمان، فقد جعلنا نؤمن بقدراتنا وأجمعنا على ضرورة الرد على المشككين.حسب رأيك، ما هي أصعب مباراة خضتها مع المنتخب الأولمبي في دورة السينغال؟ بالنسبة لي؛ مباراتنا أمام منتخب مالي هي الأصعب والأقوى بالنسبة لنا. فرغم فوزنا بهدفين نظيفين، إلا أننا عانينا في تلك المواجهة أمام منتخب كان مرشحا للظفر باللقب القاري، ما أجبرنا على الدفاع والاستماتة للحفاظ على تقدمنا.المدرب الوطني بيار أندري شورمان خطف الأضواء هو أيضا، وساهم في الانجاز التاريخي مع المنتخب الأولمبي، فكيف كان تعامله معكم في كأس أمم إفريقيا؟ المدرب شورمان منحنا ثقة أكبر في النفس وركز كثيرا على العامل البسيكولوجي، إلى درجة أنه كان يتحدث مع كل لاعب على انفراد واستطاع أن يفهم عقلية ونفسية كل لاعب في المنتخب.. كما أنه غرس فينا حب الفوز وصرنا نشعر أننا أسرة واحدة، فقد كان يردّد علينا ضرورة التحضير مباراة بمباراة دون أن يشعرنا بالضغط، وحققنا الهدف المسطر بفضل الطريقة التي انتهجها في الدورة، إذ كنا ندافع ونهاجم ككتلة وكرجل واحد.دورة السينغال كانت قبلة لوكلاء اللاعبين من أجل انتقاء العصافير النادرة، فهل كنت محل اهتمام بعضهم في السينغال؟  لقد اقترب منّي وكيل أعمال فرنسي في الفندق الذي كنا نقيم فيه في السينغال، وعرض عليّ فكرة الاحتراف في أوروبا، وقد منحته كل البيانات الخاصة بي.. أظن أن كل لاعب طموح يرغب في خوض تجربة احترافية في أوروبا.بورصة اللاعب المحلي، والأولمبي على وجه الخصوص، ارتفعت بعد الظفر بتأشيرة التأهل إلى أولمبياد ريو، فهل تنتظر فرصتك في المنتخب الأول؟ عمري 19 سنة، ولست اللاعب الوحيد في المنتخب الأولمبي الذي يريد الحصول على فرصته في تشكيلة المدرب غوركوف مستقبلا، ولهذا سأواصل العمل من أجل أن أحذو حذو سليماني، وسوداني وجابو وآخرين.. فالتجربة التي خضتها مع المنتخب الأولمبي قبل بلوغ التأهل إلى ألعاب ريو، ستفيدني كثيرا مستقبلا وتزيد في نضجي على جميع المستويات.. وهنا أريد الإشارة إلى نقطة هامة؛ تتعلق بنوادينا التي منحتنا الفرصة للعب بانتظام في البطولة المحترفة.الأكيد أن التأهل إلى الألعاب الأولمبية سيفتح لكم الشهية مستقبلا من أجل تسجيل مشاركة مشرّفة في ريو دي جانيرو، أليس كذلك؟بالطبع، وهو ما قاله لنا المدرب شورمان بعد عودتنا من السينغال، فقد طلب منا مواصلة العمل مع نوادينا بكل جدية والتفكير في الألعاب الأولمبية من أجل تسجيل مشاركة جزائرية مشرّفة، وهو الخطاب نفسه الذي وجهه لنا الوزير الأول عبد المالك سلال خلال زيارته لنا رفقة وزير الشباب والرياضة الهادي ولد علي، وكذا رئيس الفاف محمد روراوة.عشتم في المنتخب الأولمبي أسرة واحدة، والأكيد أنكم ستبقون على اتصال دائم طالما أنكم تنشطون جميعا في البطولة الجزائرية، أليس كذلك؟ بطبيعة الحال، تواصلنا مع بعضنا بعضا لن ينقطع؛ لأننا أمضينا أوقاتا لا تنسى في المنتخب الأولمبي وصارت تربطنا علاقة أسرية بعد التجربة الناجحة التي خضناها في السينغال.ستكون الثلاثاء القادم على موعد مع الداربي الذي يجمع فريقك مولودية الجزائر بالجار اتحاد الجزائر، فهل تحدثت مع رفاقك فرحات وعبد اللاوي ودرفلو وبن خماسة عن هذا اللقاء؟ (يضحك).. تحدثنا عن الداربي كثيرا وتوعدوني بالفوز، لكني سأسعى جاهدا لمنع فرحات ودرفلو وحتى بن خماسة من الاقتراب من منطقة الـ 18 متر الخاصة بفريقي.