في الماضي.. كان ظهور مدير الـ (D.R.S) في صور الصحافة من قبيل الخطأ جريمة تعصف بمرتكب الخطأ.. أما اليوم فأصبح ظهور مدير (D.R.S) في الاجتماعات بمثابة الحدث الذي تهتم به الصحافة نفسها، أكثر من اهتمامها بالحدث الذي حضر إليه المدير. فماذا حدث في البلاد حتى أصبح ما كان محرّما من قبل، يقدم على أنه من منجزات السلطة المدنية التي بشر بها سعداني؟!فإذا كان ظهور مدير الـ(D.R.S) في اجتماعات عامة عملا وطنيا جليلا يدل على تقدم البلاد على طريق الحكم المدني، فلماذا لا يتقدم هذا الجهاز خطوة أخرى على طريق الحكم المدني ويمارس الشفافية على نشاطه، وليس ممارسة الشفافية فقط على ظهور مسؤوليه في الاجتماعات العامة؟! لماذا مثلا لا يقولون لنا بالصورة والصوت من هم هؤلاء الذين يتاجرون بالأسلحة الأمريكية في قلب العاصمة؟! وكيف حصلوا على هذه الأسلحة وممن اقتنوها ولمن يبيعونها؟! أم أن مثل هذه المعلومات التي يحتاجها فعلا الرأي العام، ومن صميم الدولة المدنية، لم تصلها بعد إنجازات الدولة المدنية في مجال الشفافية؟!أتذكر أن المرحوم بومدين، قبل أن يمرض ويموت بسنة تقريبا، زار دائرة عين الدفلى بولاية الشلف، ودشن قرية اشتراكية قرب خميس مليانة، وكان برفقة الرئيس بومدين المرحوم قاصدي مرباح، بقامته الفارهة وصلعته البرّاقة.. وانهال عليه المصورون بالتصوير كحدث لم يسبق أن حدث.. فما كان من الدكتور عميمور، مدير الإعلام بالرئاسة آنذاك، إلا أن أصدر أمرا لكل وسائل الإعلام بحذف كل الصور التي ظهر فيها المرحوم مرباح ومنع نشرها! وكانت حجة عميمور آنذاك: “ماذا يقول الرأي العام الوطني والدولي عندما يرى أن الرئيس بومدين يزور الفلاحين في الأرياف تحت الحراسة المشددة لمدير الأمن العسكري؟!”.. هذا هو تبرير عميمور، وكان المبرر وجيها ومهنيا من الناحية الإعلامية والأمنية.. تماما مثلما هو مبرر ظهور مدير الـ (D.R.S) اليوم في الصورة دلالة على قوة النظام وشفافيته؟! كما يعتقد من يعتقد من أشباه الإعلاميين في السلطة، بأن ظهور مدير (D.R.S) في الصورة سيبهر الأفارقة والأمنيين الذين يجتمعون عندنا لأخذ تجربتنا في التحول من النظام البوليسي إلى النظام الديمقراطي الشفاف حتى في البولسة؟! إنني تعبان فعلا[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات