انفجار البيت السياسي للجمهوريين بعد فوزهم في الانتخابات

38serv

+ -

 حلت اللعنة، في اليوم الموالي للدور الثاني من الانتخابات الجهوية بفرنسا، بالبيت السياسي لحزب المعارضة ”الجمهوريون”، الذي يتزعمه نيكولا ساركوزي، إذ بدأت الانقسامات داخل عائلته السياسية، حيث وجه له العديد من قياديي الحزب انتقادات لاذعة بخصوص الإستيراتيجية المتبعة خلال هذه الانتخابات الجهوية التي اعتمدت على سياسة ”لا تحالف ولا انسحاب”. مع العلم أن المناطق التي فاز حزب الجمهوريين بها، كانت بفضل أصوات ناخبي الحزب الاشتراكي الذين شاركوا بقوة، استجابة لنداء رئيس الحكومة الحالية مانوال فالس، الرامي إلى دعم الجبهة الجمهورية، خاصة في منطقتي ”شمال بات كاليه بيكاردي” و”باكا” في الشمال، لسد الطريق أمام الجبهة الوطنية لمارين لوبان. ومن بين القياديين الذين عارضوا هذه السياسة الساركوزية يوجد على رأسهم رئيس الوزراء السابق، جون بيار رافاران، الذي قال في تصريح له، عبر أثير إذاعة فرنسية، إنه ”يجب العمل معا، مع الحزب الاشتراكي الحاكم اليوم”، ومن جهته منافس ساركوزي الكبير، عمدة مدينة بوردو، آلان جوبيه، كان قد طالب بتغيير السياسة المنتهجة في الحزب، فيما انسحبت الرقم الثاني للحزب ”أنكايام” من التشكيلة الجديدة من الحزب، معلنة عن تخليها عن منصبها بعدما سبق وأن عارضت بشدة سياسة رئيس الحزب نيكولا ساركوزي. أما الوزيرة السابقة والتي عرفت باقترابها من نيكولا ساركوزي، نادين مورانو، صرحت هي الأخرى بأنه ”لولا دعوة رئيس الحكومة الحالي، مانوال فالس، إلى إتباع الجبهة الجمهورية لما حقق الجمهوريون هذا الفوز”. وتيقن الجميع اليوم بأن نيكولا ساركوزي لا تهمه مصالح بيته السياسي التي تأتي بعد مصالحه الشخصية، التي يستهدف من خلالها الإليزيه في رئاسيات 2017 القادمة، وذلك بدليل توجهه إلى ملعب ”بارك دو برانس” بباريس، عشية أمس، لمتابعة مباراة كرة القدم التي جمعت بين فريقه، باريس سان جرمان، وفريق ليون، في الوقت الذي كان فيه المرشحون على الأعصاب في انتظار الفرز النهائي لمنطقتي ”إيل دو فرانس” التي تضم باريس وضواحيها، و”نورموندي”.  للتذكير، فإن نتائج الدور الثاني للانتخابات الجهوية بفرنسا أسفرت عن فوز حزب الجمهوريين بـ7 مناطق جهوية من أصل 13 جهة، وتحصل الحزب الاشتراكي بالتحالف مع الأحزاب اليسارية وحزب الخضر للإيكولوجيا على 5 مناطق جهوية، فيما ظفر حزب الوسط بمنطقة جهوية واحدة، بينما لم يحصل اليمين المتطرف على أي منطقة، وانهزم أمام الجبهة الجمهورية، وقد تم تسجيل ارتفاع نسبة المشاركة الوطنية، نهار أول أمس، إلى 59 في المائة، بزيادة 9 نقاط، أي ما يعادل 4 ملايين ناخب إضافية، مقارنة بالدور الأول الذي أجري الأحد الماضي، حيث بلغت نسبة التصويت 50 في المائة، فيما تعد نسبة المشاركة المرتفعة منذ سنوات، حيث تم تسجيل في الانتخابات الأخيرة سنة 2010 نسبة مشاركة قدرت بـ43.47 في المائة، في حين بلغت نسبة الامتناع 41.5 في المائة، مقابل 49.5 في المائة في الدور الأول، وذلك بعد التجند القوي للفرنسيين الذين نجحوا في سد الطريق أمام اليمين المتطرف.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات