موسوعة علمية ولغوية اسمها التلميذ خير الدين!

 ”الهيكتوفوريس، سكيليوس” هذه الكلمات التي يجهل معناها الكثير من خريجي الجامعات والمعاهد والمدارس العليا، لكن الأمر يختلف تماما بالنسبة للتلميذ خير الدين جزار صاحب التسع سنوات، والمتمدرس في الصف الثالث بالمدرسة الابتدائية الجديدة بوادي الماء بباتنة.ولأن الأزمة تلد الهمة، فإن فقدان النابغة خير الدين والده في عمر الثلاث سنوات شكّل منعرجا حاسما في حياة هذا الطفل الذي عوّض حنان وعطف الوالد بالإقبال المنقطع النظير على المطالعة، واستدرك نعومة يد الوالد بنعومة أوراق المراجع والكتب متخذا إياها والدا ثانيا بالتبني.تقول والدة خير الدين إن حياة فلذة كبدها مرتبطة ارتباطا كاملا بعالم الكتب والموسوعات الحيوانية التي لا تفارق كلامه تماما، بل وصل اهتمامه بعالم الحيوان إلى حد عدم الاكتفاء بالورقي منه والتوجه إلى المسموع والمرئي من خلال أشرطة الحيوانات رغم صغر سنه، وهي الخطوط التي رسمها لحياته منذ وفاة والده، حسب ما قالت والدته.ولم تتوقف معارف خير الدين عند أسماء الحيوانات فقط، بل تجاوزتها إلى معرفة أنواعها وأسماء سمومها وكذا آليات الوقاية والعلاج منها، فضلا عن تميزه بالحديث باللغة العربية الفصحى وبسلاسة تامة دون الاستنجاد بالمفردات العامية، سواء أكان ذلك في البيت مع والدته أو مع أقرانه أو حتى مع الغرباء، كما أثنى معلمو الابتدائية عليه كثيرا نتيجة موسوعية فكره واطلاعه ومستواه التعليمي العالي الذي أظهره في المدرسة. وبحثا عن الجديد في عالم الحيوان، اتخذ خير الدين من مكتبة المطالعة العمومية بوادي الماء منزلا ثانيا له، حيث يقصده بشكل دوري ومستمر مثلما، ذكر مراد بوبشيش، المكلف بتسيير المكتبة، في حديثه مع ”الخبر”، والذي أبدى إعجابه الكبير بهذه الموهبة اللغوية والموسوعة الفريدة، مقدما لها بذلك تسهيلات للإعارة، بعد أن قام بطرح بعض الأسئلة على الطفل الموسوعة قبل أن ينبهر بالإجابة الدقيقة عن هذه الأسئلة، ليبقى التلميذ خير الدين مثالا حيا لجميع التلاميذ من أجل الأخذ والاستزادة المعرفية من جميع أشكال المعرفة والمعلومات.