+ -

”جاو يكحلولها عماوها” هو المثل الشعبي الذي فضل أحد أولياء التلاميذ أن يصف به حالة مدرسة الجيلالي قرجيج ببلدية خميس مليانة بولاية عين الدفلى، وهي المدرسة التي خضعت لترميم وإصلاح لدورة المياه وتهيئة الساحة وغيرها من المرافق، لكن وبعد مدة اتضح أن تلك الأشغال كلها كانت مجرد ”بريكولاج” يدفع اليوم التلاميذ وأولياؤهم ثمنه غاليا. خضعت المدرسة مؤخرا إلى إصلاحات كثيرة شملت تهيئة الساحة وتجديد النوافذ والأبواب وشبكة الكهرباء ودورة المياه وغيرها، لكن بعد مدة قصيرة تدهورت حالتها وصارت أسوأ بكثير مما كانت عليه، كيف لا وقد وقع انسداد في دورة المياه، إضافة إلى انعدام التدفئة، ما حول حياة التلاميذ إلى معاناة وعذاب دائمين.”كيف لأبنائنا أن يدرسوا في هذه الوضعية الكارثية؟ هل تنتظرون أن ينجحوا وهم يتعلمون في شبه كهف، لا يصلح حتى كخم للدجاج؟” هي صرخة والدة تلميذة تدرس بذات المتوسطة، قالت إنها مصدومة مما أسمته ”لا وعي” الإدارة والمسؤولين على السواء، خاصة أن الأمر يتعلق بأطفال بين السادسة من العمر أو أقل إلى 12 سنة، في حين قال ولي تلميذ آخر إنه سيمنع ابنه من الذهاب إلى المدرسة ويُشرف بنفسه على تدريسه إذا استمر الوضع كما هو عليه.ونحن نزور الأقسام الدراسية رفقة المدير الهاشمي بن بوكريطة عبد القادر، هالنا مشهد تلميذ وجدناه يرتعد من شدة البرد، وهنا تدخلت معلمته لتؤكد لنا أن التلاميذ يُضطرون لارتداء معاطفهم حتى داخل القسم، وهو ما لاحظناه في باقي الأقسام الدراسية الأخرى غير المهيأة، في حين اضطر مدير المؤسسة إلى غلق ثلاثة أقسام بات التدريس فيها يشكل خطرا حقيقيا على التلاميذ بسبب تدهور وضعية الأسقف. وإلى جانب ذلك، لا توجد في المؤسسة دورات مياه نتيجة انسداد القناة الرئيسية للصرف الصحي، وهو ما جعل 700 تلميذ متمدرس يعانون الأمرين طيلة ساعات الدراسة، خاصة أن العديد منهم يسكنون بعيدا عن بيوتهم.ورغم ذلك لم تُحرك هذه الوضعية المسؤولين في هذه البلدية للتدخل وإصلاح دورة المياه من خلال تجديد قنوات الصرف الصحي وتمكين تلاميذ هذه المدرسة من قضاء حاجاتهم بشكل طبيعي، وعدم تركهم عرضة للإصابة بأمراض متعددة، وما قد يصاحب ذلك من أضرار صحية قد تؤدي إلى الفشل الكلوي الحاد والمزمن في حال كبت الحاجة البيولوجية بشكل يومي أو بصورة متكررة.  

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: