+ -

 استجاب أساتذة التعليم العالي والبحث العلمي، عبر أكثر من 100 جامعة وطنية، لنداء مجلس أساتذة التعليم العالي ”كناس” بالدخول في احتجاجات وطنية تدوم ثلاثة أيام، حيث حقق اليوم الأول نسبة استجابة تجاوزت 75 بالمائة، حسب التنظيم، في الوقت الذي توعد المحتجون بالتصعيد إذا لم تستجب الوصاية لمطالبهم وعلى رأسها إعادة النظر في الأجور.في زيارة قادتنا إلى جامعة الجزائر 2 بمختلف كلياتها وكذا كلية العلوم السياسية بجامعة الجزائر 3، وقفنا على احتجاج الأساتذة الذين أكدوا، في تصريحات لـ”الخبر”، أن ما أقدموا عليه هو احتجاج وليس إضرابا، وهو ما يخوله لهم القانون دون إيداع إشعار لدى الوزارة الوصية، لأنهم خلال أيام احتجاجهم سيواصل المشرفون منهم على الامتحانات استكمالها، ونفس الأمر بالنسبة للأساتذة المشرفين على الرسائل وكذا المبرمجين لمناقشة رسائل الشهادات، في حين امتنع باقي الأساتذة عن تقديم محاضرات أو دروس نظرية، على أن يجتمعوا بطلبتهم كل صباح لشرح أسباب انتفاضتهم.وعن الأسباب التي دفعتهم للاحتجاج، قال الأساتذة إنهم غلبوا المصلحة العامة طيلة 10 سنوات، إلا أن الوضع تفاقم، وهنا تحدث المحتجون عن الأجور التي قالوا عنها إنه باستثناء الأساتذة الذين يحملون رتبة بروفسور، فإن 70 بالمائة من الأساتذة المصنفين في رتبة أستاذ مساعد يتقاضون أجورا زهيدة، أكدوا أنها لا تتجاوز 45 ألف دينار، وهي أجور يتقاضاها أساتذة التعليم الابتدائي، حسبهم، وهنا علق أحدهم على ذلك بقوله: ”أساتذة التربية افتكوا كل الامتيازات بالإضراب وهو الحل الذي بقي أمامنا لاسترجاع حقوقنا”.في المقابل، تحدث الأساتذة عن الوضع العام للبلاد، وقالوا إن أجورهم تراجعت بسبب انخفاض قيمة الدينار ولم يعد الراتب الشهري يكفيهم في ظل تدني القدرة الشرائية، مع العلم، حسبهم، أن أجورهم لم تراجع منذ سنة 2008، كما أن ظروف العمل تدهورت، حيث أصبحوا يلقون الدروس في قاعات ومدرجات تفتقد لأدنى الشروط، وتتحول شتاء، حسبهم، إلى بحيرات صغيرة، ناهيك عن المخاطر التي تترصدهم والطلبة بسبب الكهرباء.وعاد المحتجون إلى نظام الـ”أل. أم. دي” وقالوا إن هذا الأخير يفرض تدريس 20 طالبا في كل فوج، إلا أن المعمول به حاليا هو 80 طالبا في الفوج الواحد، ما يضع الأستاذ في كل مرة في مأزق، ناهيك عن مشاكل أخرى كالسكن الذي حرم منه 30 ألف أستاذ، بالإضافة إلى تجميد القروض الموجهة للأساتذة لاقتناء سكنات.من جهته، أكد المنسق الوطني للكناس، عبد المالك رحماني، لـ”الخبر”، أن نسبة الاستجابة للاحتجاج تجاوزت 75 بالمائة عبر الجامعات الوطنية، وسجل اليوم الأول تجاوزا ”خطيرا” حيث تم تداول بيان مفبرك عبر الفايسبوك يحمل علامة الكناس وختمه وموقع باسم رئيسه، يعلن أن أيام الاحتجاج ألغيت، ما دفعهم إلى إيداع شكوى ضد مجهول بمحكمة قسنطينة، معتبرا هذا التصرف مناورات ومؤامرات تحاك ضدهم، إلا أن احتجاجهم لن يتوقف حتى تحقق كل المطالب، يضيف المتحدث، منددا في ذات السياق بتصريحات الوزير حجار حول فتح باب الحوار، قائلا: ”الحوار مفتوح للكلام وليس للعمل ونحن نريد حوارا للتواصل وتلبية المطالب وليس مناقشة بيزنطية لا طائل منها”. وقد تفاوتت نسبة الاستجابة عبر الولايات، ففي البليدة بلغت في بعض الكليات نسبة 100 بالمائة.وحسب المنسق الولائي لمكتب ”الكناس” في الولاية، الأستاذ جوابي، فإن كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية عرفت استجابة مطلقة، فيما تراوحت النسبة في كليتي الاقتصاد وعلوم التسيير والآداب واللغات، بين 50 و70 بالمائة.وبولاية الجلفة بلغت نسبة الإضراب 53 بالمائة، حسب منسق الفرع، لطرشي الطيب، الذي أكد قيامهم في الأيام الأخيرة بعقد جلسة عمل مع إدارة الجامعة، وطرح بعض المشاكل والانشغالات، وتأخر حلها أرغمهم على الدخول في الاحتجاجات.وهي نفس الحركة التي قام بها الأساتذة بولاية مستغانم، حيث بلغت نسبة الاستجابة 50 بالمائة، حسب ما أكدته منسقة التنظيم، بوعلام مليكة، وتوقعت المتحدثة ارتفاع النسبة إلى 80 بالمائة في اليومين المقبلين.أما بجامعات قسنطينة الثلاث، فقد عرفت بعض الكليات توقف عدد من الأساتذة عن العمل والتدريس، مع تسجيل شلل كلي ببعض الكليات على غرار كليتي العلوم الاقتصادية والعلوم الاجتماعية بجامعة قسنطينة 2.وحسب رئيس المكتب الولائي للكناس في قسنطينة، لـ”الخبر”، فقد بلغت نسبة الإضراب داخل الولاية وعلى مستوى الجامعات الثلاث، 50 بالمائة في يومها الأول، مضيفا في ذات السياق أن مؤشرات توسع دائرة الإضراب تشير إلى بلوغها نسبة أكبر في اليومين الثاني والثالث، على أن يشارك ممثلو التنظيم بالولاية في الوقفة الاحتجاجية المقررة غدا أمام مبنى وزارة التعليم العالي.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات