انقسام الشارع المصري حول التظاهر في ذكرى ثورة 25 يناير

 يزداد الانقسام في الشارع المصري مع اقتراب الذكرى السنوية الخامسة لثورة 25 يناير، التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، بعد ثلاثين سنة من الحكم، وتتفاقم الفجوة في صفوف الشارع المصري بين مرحب ورافض لدعوات التظاهر تزامنا وهذه الذكرى، وسط مخاوف من فكرة انهيار الدولة والأجهزة الأمنية مرة أخرى، أو اندلاع أحداث عنف وأعمال إرهابية متفرقة، بينما يشكك آخرون في “وطنية” الداعين للتظاهر ويتهمونهم بـ«الخيانة”.انتقد الدكتور محمد السيد، أمين الشؤون السياسية بالحزب الناصري، الحرب والهجوم الحاد الذي شنه بعض الساسة على الداعين للتظاهر في ذكرى ثورة يناير، لافتا إلى أن هذه الدعوات تؤكد أن هناك حالة غضب حقيقية، وأن ثورة الصمت والغضب الداخلي أخطر على مصر وأقوى من النزول يوم 25 جانفي، وأوضح في تصريح لـ«الخبر”، “لا نحبذ المطالب التي تدعو للنزول في ذكرى ثورة يناير في هذا التوقيت، لكن على السلطة السياسية في مصر أن تدرك أن من يطالبون ليسوا كلهم من المغرضين وليس جميعهم ينتمي إلى جماعة الإخوان، ولابد أن يدركوا أن هناك من المجتمع المصري الفقراء الكادحين المهمشين، وقطاعات من الشباب الذين قاطعوا الانتخابات لعدم الشعور بأن هناك تحسنا في أحوالهم المعيشية، والرافضين لعودة رجال مبارك، يدعون للتظاهر في هذا اليوم، وعلى الدولة والرئيس السيسي أن يدركوا هذا، ولابد من أن تكون هناك إجراءات عاجلة وسريعة لإحداث تغيير حقيقي يشعر به المواطن”، وأضاف “صحيح أن السيسي حقق نجاحات كبيرة على المستوى الخارجي، لكن هذا ليس كافيا، والنجاح الخارجي لا يخفي الإخفاق الداخلي، ويلومون الشعب الذي ارتشى في الانتخابات ومد يده للمرشحين، لأنه عاجز عن تلبية احتياجاته ويوفر لأولاده عيشة كريمة، لابد أن توضع هذه المسائل في القرار، خاصة وأن 70% من المصريين يعانون من الفقر، والذين خرجوا يوم 25 يناير 2011، مطالبين بإسقاط مبارك وسياساته التي أفقرت المصريين، هم الذين خرجوا ضد مرسي الذي فشل في عمل إجراءات منحازة للفقراء وأحوالهم المعيشية، والآن الأوضاع تدهورت أكثر ولا تحسن في الأحوال المعيشية والاقتصادية، ويجب ألا نشكك دائما في نوايا كل من يدعو للخروج يوم 25 يناير، واستخدام الإخوان “فزاعة” لتخويف المصريين من النزول، وأؤكد أن النزول ليس الحل والسكوت ليس حلا، وهذه الدعوات ليست وهمية”.