حزب ساركوزي مرشح لقلب الطاولة على اليمين المتطرف

+ -

يتوجه، اليوم الأحد، الفرنسيون نحو مكاتب الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الدور الثاني من الانتخابات الجهوية، حيث تحبس الأنفاس وتشد الأنظار مع بداية العد التنازلي للفرز الأخير لهذه الانتخابات، قبل 18 شهرا من موعد الرئاسيات الفرنسية سنة 2017.   ستكون نتائج هذه الجهويات الامتحان الصعب أمام الحزب الاشتراكي الحاكم الذي فقد العديد من المناطق الجهوية، خلال الإعلان عن نتائج الدور الأول، على رأسها تلك التي احتلت على مستواها رئيسة الجبهة الوطنية، مارين لوبان، الصدارة بشمال بات كاليه بيكاردي، بنسبة تجاوزت 40 في المائة، ولطالما كانت هذه المنطقة الجهوية اشتراكية، ما تم وصفها بالهزيمة التاريخية، الأمر الذي دفع الحكومة الحالية، على رأسها رئيس الوزراء، مانويل فالس، إلى التجند والدعوة إلى تطبيق سياسة الوحدة الوطنية حول الجبهة الجمهورية بالانسحاب من ثلاث مناطق جهوية، حقق فيها اليمين المتطرف فوزا فاق 40 في المائة، وذلك بغية سد الطريق أمامه، وكذلك الإلحاح على التوجه نحو مكاتب الاقتراع بغية التصويت وتقليص سقف الامتناع الذي وصل خلال الدور الأول إلى 49.50 في المائة، متحديا بذلك زعيم المعارضة الحالي، نيكولا ساركوزي، الذي يرفض بصفة قطعية هذه السياسة ويدعو إلى إتباع استيراتيجية “لا تحالف ولا انسحاب”، إلا أن استطلاعات الرأي الأخيرة تشير إلى هزيمة اليمين المتطرف في الدور الثاني بفارق ضئيل في كل من منطقتي بات كاليه في الشمال، حيث توجد مرشحة اليمين المتطرف ورئيسة الجبهة، مارين لوبان، وفي الجنوب، حيث توجد ابنة شقيقتها ماريون ماري شال.وتجدر الإشارة إلى أن الحزب الاشتراكي الحاكم الذي لم يفز في الدور الأول إلا بثلاث مناطق فقط، يسعى جاهدا إلى حفظ ماء الوجه بالاحتفاظ بأغنى منطقة جهوية على مختلف المجالات في فرنسا، المتمثلة في منطقة “إيل دوفرانس” التي تشمل باريس وضواحيها، والتي لطالما كانت اشتراكية منذ سنوات عديدة، حيث يشتد التنافس بين المرشحين للحزب الاشتراكي، كلود برتولون، الذي خسر في الجولة الأولى أمام مترشحة الجمهوريين، فاليري بيكريس، التي فازت عليه، تاركين وراءهما، بفارق شاسع، مرشح اليمين المتطرف.وفي انتظار ما ستسفر عنه نتائج هذا المساء، يأمل الفرنسيون، خاصة المنتمين إلى العقيدة الإسلامية، أن تتحسن أوضاعهم وتتم حمايتهم من الخلط بينهم وبين الإرهابيين، واعتبارهم جزءا لا يتجزأ من المجتمع الفرنسي، خاصة وأنه بإمكانهم صناعة الفرق في أي موعد انتخابي، ولأصواتهم وزن ثقيل في صناديق الاقتراع.       

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات