انطفأت، يوم الخميس، أضواء مسرح ”عز الدين مجوبي” بعنابة، وغادرها نجوم سينما المتوسط، وسيحتفظ البساط الأحمر بآثار أقدام العمالقة ”ميغال ليتين” و”أسيار ألتونا”، وينتظر في العام المقبل أن يأتيه من تخلفوا في الطبعة الحالية. وقبل أن تعود ”الرتابة” إلى عنابة، أشعلت شمعتها وأطلقت أمنيتها الأخيرة، لعلها بجهود أكبر متتالية تصبح ”جزيرة” السينما المتوسطية.
عاشت عنابة على مدار أسبوع كامل تفاصيل أسطورة مهرجان الفيلم المتوسطي على ركح مسرح ”عز الدين مجوبي”، فشاهد وسمع واستمتع معها وقال كلمته التي تجلت في الحضور المكثف (40 ألف متفرج) والإصرار على الدخول رغم امتلاء القاعة والانتظار لساعات، واعتبروا التظاهرة مكسبا لولايتهم، وتبقى دائما (لكن) لتفيد التمني بالحرص على ديمومتها، رغم ما أبداه الجمهور من تحفظ على بعض الأفلام العربية والأجنبية لجرأة مشاهدها، ما دفعهم لمغادرة القاعة مرات متعددة قبل انتهاء العرض.اعتبر متتبعون لفعاليات اختتام الطبعة التأسيسية الأولى لمهرجان الفيلم المتوسطي بعنابة، سهرة الخميس الماضي، أن نتائج المسابقة المعلن عنها التي تمت بين 16 فيلما من دول مختلفة، كانت خرقا لأعراف السينما العالمية، بمنح جائزتين لبلد واحد، وهو ما حصل مع جائزتي ”العناب الذهبي” و”أحسن دور نسائي” جماعيا للممثلات المشاركات في فيلم ”متدرج” للمخرجين عرب وطرازان ناصر من فلسطين، وتم إقصاء بعض الأعمال التي كانت في المستوى، على غرار فيلم ”أماما” للمخرج الإسباني أسيار ألتونا. قال ممثل سفارة فلسطين بالجزائر، والممثل الذي استلم جائزة ”العناب الذهبي”، السيد مصطفى حمدان، على هامش تتويج فيلم ”متدرج” للأخوين عرب وطرازان ناصر من فلسطين، إن ما حصل شرف كبير لفلسطين وللمواطن، والعمل هو لمناضلين ملتزمين بالقضية، وهو ذو مستوى فني عالٍ أهله للتكريم، وأجمل ما في ذلك كله هو تكريم للقضية الفلسطينية، واعتبره دعما لها وللفن وللنظام، وفلسطين حاضرة دائما في الأعراس الجزائرية وموقفها ثابت ودائم ونضالي، وهي كما وصفها رمز الثورة الفلسطينية ياسر عرفات ”الجزائر هي الصخرة التي عندما تشتد الأنواء والخطوب نستند عليها”.عرفت سهرة الاختتام منح إدارة المهرجان ”العناب الفخري” للمجاهد ياسف سعدي، تسلمه عنه شقيقه ياسف حسين الذي ذكر أن هذا المهرجان يتزامن وذكرى الميلاد الخمسين لإنتاج الفيلم الشهير ”معركة الجزائر” الذي شارك فيه شقيقه، كما حصل الشاب خالد على ”العناب الفخري” تقديرا لكونه العربي الوحيد المتوج بجائزة ”أوسيلا الذهبي” لأحسن موسيقى بمهرجان البندقية السينمائي.وتحدث خالد، من خلال فيديو عرض على الجمهور، عن الظروف الصحية التي أعاقت حضوره والمشاركة في المهرجان، حيث ظهر في الفيديو مكسور الذراع.اعترف وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، على هامش الاختتام، بأن المهرجان كان ارتجاليا، ووعد باستدراك كل ذلك خلال الطبعات القادمة، وأشار إلى أن ”سينماتيك” عنابة ستكون جاهزة شهر مارس، لتتوفر الولاية على ثلاثة فضاءات، ومع ذلك رأى ميهوبي أن رهان الوزارة على إطارات وجمهور وإعلام مدينة عنابة كان في محله، مؤكدا أن الولاية ”نجحت” في امتحانها الأول في أن تمنح لنفسها فرصة للفرح والتأمل والانفتاح على سينما منطقة المتوسط، بينما اعتبر محافظ المهرجان، سعيد ولد خليفة، أن حضور 40 ألف متفرج يعد رقما قياسيا، وهو مؤشر نجاح التظاهرة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات