"العراقيل الإدارية حرمتني من التحضير لموسم 2016"

+ -

على بعد 6 أشهر من الألعاب الأولمبية 2016، يتحدث العداء توفيق مخلوفي في لقاء مع “الخبر” بالعاصمة عن استعداده وجاهزيته لهذا الموعد الكبير، وتطرّق صاحب “الذهبية” إلى ظروف التدريب في بُعدها النفسي والبدني والتكتيكي، معرجا على علاقته بوزارة الشباب والرياضة، ومدى الاهتمام الذي يحظى به كبطل رفع الألوان الجزائرية في سماء لندن، كاشفا عن تذبذب برنامج التحضير وعدم تمكنه من الالتحاق بمعسكر التدريب في البرتغال، بسبب إجراءات إدارية وتأخر تسلّم التأشيرة.كيف تسير الأمور مع المدرب الجديد؟ وما هو برنامج التحضير لـلألعاب الأولمبية 2016؟ خرجت من الجزائر في جانفي الماضي، وقد عدت إلى الوطن بعد 6 أشهر أي في شهر جوان لقضاء عيد الأضحى رفقة أهلي بولاية سوق أهراس، ثم استأنفت تدريبي بأعالي جبال المدينة الفرنسية فورنو المتاخمة لإسبانيا لارتفاع موقعها، تحت إشراف مدربي فيليب ديبون المسؤول على الفريق الفرنسي في المسافات الطويلة ونصف الطويلة.حاليا أتعايش مع الظروف، وأنا نزيل بالجزائر العاصمة أستعد للسفر نحو أوروبا للحاق بمدربي والشروع في التحضير، وبشأن برنامج التحضير فأنا متأخر عن مسايرته، حيث لم أحضر المرحلة الأولى منه، بسبب تأخر تسلم التأشيرة وأيضا عدم تحضير ملف الخروج الذي تعرضه الاتحادية على الوزارة، فمن المفروض أن أبدأ التدريب يوم 9 نوفمبر إلى غاية 22 منه بأونجي في فرنسا، تمهيدا للدخول في تدريب أكثر تركيزا وجديّة بالمعسكر الذي كان مقررا بالبرتغال بتاريخ 23 نوفمبر الماضي إلى غاية 6 ديسمبر الجاري، وهو جزء مهم من التحضيرات لموعد 2016.هل لهذا التأخر تداعيات سلبية على برنامج التحضير؟ طبعا، أي تأخر له تداعيات سلبية على برنامج التحضير، فالتدريب المثالي والمحترف يجب متابعته من الأول حتى نسير على وتيرة واحدة وحتى لا يتعرض البرنامج إلى اضطرابات، ولا يكون هناك فارق بيني وبين زملائي، وهو ما حدث لي في السنة الماضية، كما أن من الصعب القيام بتدريبات في غياب المدرب.ما هو تقييمك لنتائجك مع المدرب الجديد بعد مشاركتك في عدة سباقات؟ أشعر بارتياح كبير مع المدرب الجديد، نظرا لما يتمتع به من مؤهلات وما يكتسبه من طرق معاملة متميزة، كما أنه وفر لي مناخا ملائما للتدريب والتحضير، إلى جانب اهتمامه بأدق التفاصيل في أدائي وفي بنيتي، وهو ما جعلني أستقر نفسيا ومعنويا.لماذا لم تستمر مع المدرب الصومالي؟ لازالت تجمعني مع المدرب السابق جامع عدن علاقة طيبة، وقد التقينا بالدوحة بقطر مؤخرا واستضافني بمنزله رفقة عائلته، ولن أنسى أنني حققت معه أكبر إنجاز، ولا أنسى أيضا المدرب علي رجيمي الذي أشرف علي في طفولتي.وبخصوص عدم الاستمرار مع المدرب الصومالي، فأرى أنه من الطبيعي جدا مرور الرياضي من مدرب لآخر، لتنويع المستويات وتوسيع التجارب، حتى أتمكن من تقديم ما بوسعي من مجهود، وإعادة اكتشاف قدراتي ومؤهلاتي في كل مرة.ما هي أسباب عدم تحقيقك للمركز الأول في الألعاب الإفريقية وكيف تفسر ذلك من وجهة نظر رياضية؟ وما علاقة ذلك بطموحك تحطيم الرقم القياسي العالمي؟الأسباب التي أثرت على أدائي في بطولة العالم الأخيرة وحالت دون تحقيق نتيجة جيدة، هي بعض العراقيل الإدارية وكذا إشكاليات مع وزارة الشباب والرياضة، والتي تزامنت جميعها مع توقيت التحضيرات، كل هذه الإجراءات أنا في غنى عنها، ومن المفروض أن لا أتوقف عندها ولا أعيرها أي اهتمام، مقارنة بما أنا مقبل عليه من تحدٍّ لإرضاء الشعب الجزائري ورفع الراية الوطنية.كجميع الرياضيين أطمح لنيل عدة ألقاب وأرقام، قد نخفق أحيانا بطبيعة الحال، لكن الأهم أننا نعمل على استدراك الوضع واسترجاع المكانة، وأوضح في هذه الجزئية أن من الصعب جدا تحطيم أرقام قياسية عالمية في المسافات الطويلة ونصف الطويلة خلال البطولات، سواء كانت قارية أو دولية، بسبب غياب عداءين يلعبون دور “أرانب” يساعدون الطامحين في تحقيق مراتب متقدمة بالركض أمامهم بمسافة محددة وإيقاع معين للحفاظ على وتيرة سرعة الجري، وعدم الزيادة فيها والنقصان بشكل عشوائي لتجنب إرهاق القلب، وهذا يتم في مسافة معينة، ومن ثم ينسحب الأرنب ويترك العداء يواصل السباق، ففي مسافة 1500 مترا مثلا يجري الأرنب 1200 متر وينسحب.إذن فالأرقام القياسية العالمية يتم تحطيمها في التجمعات وليس في البطولات، ففيها يشارك عداءون مستعدون للعب دور الأرانب باعتبار انتمائهم لنفس الجنسية مثلا، بينما يمكن تحطيمها خلال البطولات في مسافات السرعة والاختصاصات التقنية كالقفز بالزانة والقفز الثلاثي.وبخصوص النتائج المحققة في الموسم الماضي أنا راض عنها، خاصة أن مركزي يعتبر خامس توقيت في تاريخ 1000 متر، وسابع عداء في العالم يركض مسافة 1500 متر في توقيت 3د و8ثا و75ج، وبهذا التوقيت أحتل المركز الثاني في الجزائر بعد العداء الأسطورة نور الدين مرسلي.هل يعتبر تراجع ترتيبك في عدة مناسبات بمثابة ابتعاد عن هدف تحطيم الرقم القياسي العالمي وأصبحت تعمل للاحتفاظ باللقب؟ لا علاقة لهذا بذاك، فالبطولة تمر عبر مرحلة التصفيات، مرورا بالنصف النهائي وصولا إلى النهائي، وهو ما يستدعي تحضيرا جيدا ولياقة بدنية عالية، وكيفية التحكم وتسيير الضغط النفسي الذي يتسلط على العداء قبل السباق، دون أن ننسى عامل الحظ، وهذه كلها أسباب متكاملة لتحقيق نتيجة، وكدليل على ذلك إخفاق العداء المغربي هشام الڤروج في الألعاب الأولمبية رغم أنه حائز على الرقم العالمي.فيما تتمثل الضغوطات النفسية مثلا؟ هذه الجزئية مهمة جدا لدى العداءين عامة، خاصة في المحافل ذات البعد العالمي والقاري، لأن المترشح يمثل بلاده ويكون تحت أنظار شعب برمته يشاهده وينتظر منه نتائج مشرّفة، فهنا تتملكنا العديد من التساؤلات وتعصف بأذهاننا هواجس نحاول السيطرة عليها بالتركيز على الأمور الإيجابية وتسييرها بذكاء، ناهيك عن الخوف من الإصابة أو المرض خلال أو قبيل خوض التحدي.إذن فالتحضير لمختلف رياضات ألعاب القوى يكون يوميا وقبل المواعيد بأشهر، ويشمل كل الجوانب النفسية والمعنوية والبدنية والتكتيكية، خاصة أن عمر الرياضي قصير جدا يجب استغلاله لتحقيق ألقاب أكثر من خلال دعمه والاستثمار فيه. أما بالنسبة لي فأنا عمري 27 سنة والحمد لله مازلت قادرا على العطاء وتحقيق أرقام جديدة في المستقبل إن شاء الله.هل تحظى ألعاب القوى باهتمام في الجزائر؟ لدينا في الجزائر أبطال يجب أن نسير على خطاهم كنور الدين مرسلي الذي كتب اسمه بأحرف ذهبية في ذاكرة الجزائر، وهو واحد من أربعة حازوا على الميدالية الذهبية في 1500 متر، إلى جانب حسيبة بولمرقة ونورية بنيدة مراح والمتحدث، دون أن ننسى أبطال 800 متر كسعيد قرني جبير وصاحب البرونزية في 1500 متر سياف، وحمّاد عبد الرحمن الحائز على المرتبة الثالثة في ألعاب سيدني في القفز العالي.وعلى وزارة الشباب والرياضة اكتشاف المواهب وتوفير الدعم لهم والاهتمام بمختلف الرياضات، وإن حصل ذلك فستحصد الجزائر حصتها من الألقاب في كل المواعيد الكبيرة، كما لا ننسى أيضا الاتحاديات الرياضية التي يجب أن تحظى باهتمام كبير. للأسف بعض المسؤولين لا يقدرون الجهود التي يبذلها الرياضيون لرفع علم الجزائر عاليا في سماء دولية.هل نال توفيق حظه من التكريم لتحفيزه على المزيد من الألقاب؟ أكبر تكريم لي أعتز به هو فرحة الجمهور الجزائري بنتائج مشرفة، وحين يسعد بي الشعب لا يمكن أن تتخيل كيف أسعد أنا بهم وبتجاوبهم ودعمي ومناصرتي، فهم رأسمالي والشيء الذي يرفع من معنوياتي.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات