يلجأ العام والخاص إلى اقتناء مختلف الأدوية مباشرة عند الصيدلي دون المرور على الطبيب، والكثير من الآباء والأمهات يصرون على الحصول على دواء خاص ويعتبرونه الدواء المعجزة، ألا وهو المضاد الحيوي (ANTIBIOTIQUE) الذي يبدو لمعظم المرضى وذويهم أنه إذا غاب في قائمة العلاج فقد بطل هذا العلاج مهما كان نوعه، بينما الحقيقة غير ذلك، لأن الكثير من الأمراض لا تحتاج إطلاقا إلى المضادات الحيوية، والإكثار من استعمال هذا الدواء قد ينقص من مفعوله أو قد يؤدي إلى إبطاله تماما، أو إلى ظهور مقاومة من طرف الجسم ليصبح المضاد الحيوي لا فائدة له.صحيح للمضادات الحيوية منافع عظيمة، ولقد تم بفضلها الشفاء من أمراض كثيرة كانت في الماضي القريب قاتلة وفتاكة، لكن منذ العهد الذي تم اكتشافها في الأربعينيات من القرن الماضي إلى يومنا هذا، تدربت مختلف الجراثيم التي كانت تستجيب جيدا لها وألفتها فأصبحت تقاوم هذه الأدوية بسهولة ولا تستجيب لها كما كانت من قبل، لهذا فإن الإكثار من استعمال المضادات الحيوية الحالية هو سبب فشلها في أداء وظيفتها والقضاء على الجراثيم التي صنعت من أجلها. إضافة إلى هذا فإن للمضادات الحيوية أعراضا جانبية كالحساسية المفرطة التي قد تؤدي بحياة الشخص الذي يتناول هذا المضاد الحيوي وهو ذو حساسية له، أو قد يؤدي لأنواع أخرى وأضرار وخيمة كالصمم أو عجز عضو ما أو اصفرار الأسنان أو الأنيميا..لذلك فاستعمال المضادات الحيوية دون وصفة طبية مجازفة قد تكون عواقبها خطيرة، كما يلجأ الكثير من الناس إلى ذلك في هذه الفترة بالذات، حيث تكون أغلب الأمراض فيروسية لا تستجيب للمضادات الحيوية.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات