الجنرال توفيق خرج من خلف الستار وكتب “رسالة من تحت الماء”، حسب تعبير سعداني، إلى رئيس الجمهورية والرأي العام، يطلب منهما العدل في الحكم على الجنرال حسان !لكن سعداني فرح برسالة توفيق، وقال عن صاحبها إنه خرج من خلف الستار... وهذه بداية الدولة المدنية! لكن الدولة المدنية تبدأ فعلا عندما يخرج من يحرك سعداني من خلف الستار، ويرد على توفيق بصفته وليس بصفة سعداني أو حميد ڤرين؟! ويرد عليه بخطاب سياسي وقانوني... وليس بخطاب مداده أنتن في ألفاظه من مياه وادي الحراش!فعلا الجنرال توفيق يجني ثمار ما زرعه في الأفالان قبل 10 سنوات، عندما “حرّش” أمثال سعداني في الأفالان لإهانة المرحوم مهري ورفاقه الذين كانوا يمارسون المعارضة لنظام توفيق بأخلاق... ولا يستخدمون “الترعوين” السياسي كالذي يمارسه سعداني باسم الرئيس ضد توفيق اليوم؟!توفيق وجنرالاته هم من “كلوشارديزا” أكبر حزب تاريخي في البلاد... وهو الأفالان، وحوّله إلى حزب يصفق لسعداني وهو يهاجم من وضع رئيسه في الحكم وفي قيادة الحزب؟!لا أستطيع أن أتصوّر أن الرئيس بوتفليقة الذي عانى من “الحڤرة”، كما يقول، عندما أبعد من السلطة في 1980، يمكن أن يطلق أعوانه على الجنرال توفيق لتنهش لحمه وهو حي، في صورة بائسة لا تمت إلى السياسة والأخلاق بشيء؟!أنا لا أدافع عن الجنرال توفيق، فقد سجنني مساعده الجنرال المرحوم إسماعيل، لأنني وقفت ضد ما فعلوه بالمرحوم مهري في المؤامرة العلمية سنة 1996... وإهانته من طرف الذين يهينون اليوم الجنرال توفيق وبمباركة بوتفليقة ومحيطه! وأقول إن ما يحدث من تراشق بالقمامات (أكرمكم الله) بين رجال السياسة لا يشرّف لا الأفالان التاريخية... ولا “الدياراس” الوطنية أو التاريخية... ولا حتى “الدياراس” الظالمة!أتذكر أنني عندما خرجت من السجن في نهاية رمضان 1996 زرت المرحوم مهري في بيته، ووجدت عنده السيد عبد العزيز بوتفليقة... كان تأثره بما أحدثه (D.R.S) بالمرحوم مهري والجبهة واضحا. وكانت قضية سجني آنذاك بالنسبة إليه هينة أمام ما لحق بالأفالان وبرجالها التاريخيين.اليوم لا يمكن أن أتصوّر أن الرئيس بوتفليقة يكون سعيدا وهو يسمع بأن الأفالان تنزلق إلى هذا المستوى من الأداء السياسي... حتى ولو كان هذا الأداء ضد جنرال (D.R.S) وهو في بيته... وكل ذنبه أنه دافع عن أحد مرؤوسيه يرى أن العدالة ظلمته! وهذه صفة من صفات الرجال التي “يكبرها” بوتفليقة في من يتصف بها (حسب علمي).أنا لا أقول إن الجنرال توفيق بحجم المرحوم مهري حاشا لله... لكن أقول إن الظلم ظلم، سواء أكان مسلطا على الكبار أو الصغار... وإن الرئيس بوتفليقة ينبغي ألا يسمح بإهانة من ساعده في الحكم 15 سنة كاملة... وكان عينه التي يرى بها... وإذا اقتضت متطلبات المرحلة تغييره، فينبغي ألا يهان من أي جهة... لأن ذلك ليس من شيم الرجال... فأحرى وأولى أن يكونوا رجال دولة ورجال تاريخ؟!وإذا تطلب الأمر محاسبته، فيحاسب في إطار العدالة وبكل الاحترام المطلوب... هذا هو منطق الدولة وليس منطق البلطجة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات