بدأ حزب جبهة التحرير الوطني التحرك بمبادرته الوطنية “للتقدم في انسجام واستقرار”، جهة الأحزاب المعارضة، وكانت البداية بلقاء حزبين محسوبين على التيار الإخواني، هما جبهة التغيير وحركة البناء الوطني. وقال عمار سعداني، الأمين العام للأفالان، إن “مبادرته تهدف لبناء جدار وطني يحمي الجزائر من المخاطر التي تعترضها”.رحب عبد المجيد مناصرة، رئيس جبهة التغيير، بمبادرة جبهة التحرير الوطني التي عرضت عليه، أمس، بمقر حزبه بالعاصمة. وقال إن حزبه “يرحب بالمبادرة ويشجع أصحابها على المضي فيها عبر مزيد من الانفتاح والصبر على الآخرين”. لكنه أجل الفصل في انضمام حزبه إليها إلى حين ينظر مجلس الشورى فيها.ولم ير الوزير السابق أي تناقض في إمكانية المضي في مبادرة الأفالان، مع الاحتفاظ بمكان حزبه المعروف في تكتل المعارضة. “نحن حزب في المعارضة، لكننا مؤمنون بضرورة الحوار حول الجزائر، بهدف الذهاب إلى تحول ديمقراطي. لذلك نعتقد أننا في انسجام مع مسارنا لأن الهدف ليس في تكتل المعارضة أو الموالاة، ولكن في لقائهما معا”.وشرح عمار سعداني أن مبادرته استقطبت لحد اليوم 30 حزبا و300 جمعية من المجتمع المدني، معتبرا أن “هذه المبادرة ليست لا للمعارضة ولا للموالاة، لأنه لا أحد يمكنه معارضة جدار وطني، يحمي البلاد ويهذب العمل السياسي”. وبحسب أمين عام الأفالان، فإن حزبه يشترك مع جبهة التغيير في أن “هدفهما واحد وهو التغيير”. لكن ما هو التغيير الذي يريده حزب في الموالاة يفترض أنه مساند للوضع الحالي؟ يجيب عن السؤال قائلا: “نحن نريد تغيير الذهنيات، تهذيب العمل السياسي، الدعوة إلى صحافة مهنية، حوار بين الأحزاب والنخبة لتحصين البلاد”.ولا يتناقض هذا الخطاب الذي يدعو للوحدة عند سعداني، مع تصريحاته الأخرى التي تهاجم بشدة باقي أحزاب المعارضة، حيث قال: “تصريحاتنا ترد بصراحة وبوضوح للرأي العام الوطني والخارجي على كل الأسئلة المطروحة وتضع النقاط على الحروف”. ولما سئل عن السجال اللفظي الحاصل بينه وبين الأمينة العامة لحزب العمال، قال: “لن أتكلم عن لويزة حنون بعد اليوم”، مشيرا إلى أن ملفها أغلق بعد أن تم الرد عليها، بعد طلبها لقاء الرئيس بوتفليقة مع مجموعة الـ19. وبعد يوم من تصريحات سعداني المثيرة حول الجنرال توفيق، علق مناصرة بدوره على رسالته التي وجهها إلى الرأي العام: “كل جزائري من حقه التعبير عن رأيه، أما قضية الجنرال حسان فلا نعلم عنها شيئا.. على كل حال النظام القضائي هم من صنعوه، فإذا كان عادلا سيذوقون عدله وإذا كان ظالما فليذوقوا ظلمه”.وعلى نفس الطاولة التي عقد فيها اجتماع لجنة التشاور والمتابعة الأخير، جلس سعداني يشرح مبادرته لحركة البناء الوطني بحضور رئيسها مصطفى بلمهدي وأمينها العام أحمد الدان.ولا يعلم إن كان اختيار سعداني لهذين الحزبين محض صدفة، أم أنه يحمل رسالة سياسية لحركة حمس التي وجه لها انتقادا لاذعا، أمس الأول، على خلفية موقفها الرافض لقانون المالية 2016. وفي آخر التطورات الخاصة بمبادرة الأفالان، أعلن حزب جبهة الشباب الديمقراطي للمواطنة، الذي يقوده أحمد ڤوراية، انسحابه من مبادرة الأفالان، معللا ذلك بتدني مستوى النقاش السياسي عند صاحب المبادرة عمار سعداني.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات