الشركات البترولية تتخوف من هجمات محتملة لـ"داعش"

+ -

غابت سوناطراك عن الطبعة العاشرة لقمة شمال إفريقيا للبترول والغاز، المنعقدة منذ أول أمس بالجزائر، دون تقديم أي مبررات، حيث تم تسجيل غياب مسؤولي الشركة الوطنية عن التظاهرة التي ألفت سوناطراك اغتنام فرصة انعقادها للترويج للاستثمار في الجزائر، بدعوة الشركات البترولية لتكثيف تواجدها في الحقول النفطية الجزائرية. وتزامنت مقاطعة سوناطراك للقمة وحاجة الجزائر الماسة إلى الشركاء الأجانب للرفع من إنتاجها، بغية تقليص تأثير تقلبات أسعار النفط على مداخيل الخزينة من العملة الصعبة التي تراجعت بأكثر من 40 بالمائة. بالمقابل، عبر ممثلو الشركات الأجنبية، الحاضرون بالقمة، عن تخوفهم من حدوث هجمات محتملة لتنظيم “داعش”، تستهدف الشركات البترولية في دول شمال إفريقيا، خاصة بعد تمركز “داعش” في مدن ليبية، رغم اعترافهم بالاستقرار الأمني الذي تعرفه الجزائر، مقارنة مع الدول المجاورة لها.وتفاجأ جميع المشاركين في القمة، التي تعقد للمرة الثانية في الجزائر، بغياب مسؤولي سوناطراك عن التظاهرة التي حضرها أكثر 356 مشارك ممثلين لمؤسسات وطنية ودولية، والمنظمة مثل كل مرة من طرف المؤسسة “إينرجي إكسشنج”، لاسيما أن الجزائر تحضر للإعلان عن المناقصة الدولية الخامسة للتنقيب واستغلال النفط، ما يعني أن الشركة الوطنية أصبحت مقتنعة بأنه لا الوضع الاقتصادي الحالي للبلاد ولا تقلبات أسعار النفط في الأسواق النفطية، سيسمحان بإعادة بعث الاستثمار الأجنبي في الجزائر، ما جعلها تؤخر الإعلان عن المناقصة الدولية الخامسة إلى “أجل غير مسمى”، بعدما كانت مبرمجة قبل نهاية السنة الحالية.«داعش”.. هاجس يؤرق الشركات البتروليةوأكد رئيس مؤسسة استشارات المخاطر لشمال إفريقيا، جيوف بورتر، أن تهديدات “داعش” بمنطقة شمال إفريقيا تعد “مشكلا بالنسبة للشركات البترولية الأجنبية التي أصبحت مستهدفة”، مذكرا بمختلف الهجمات التي شنتها الجماعات الإسلامية المسلحة في المنطقة، في مقدمتها الاعتداء الإرهابي على تيڤنتورين والهجمات الأخرى في دول الشرق الأوسط، محذرا من تمركز “داعش” بليبيا وتجنيد العديد من شباب المغرب في تنظيم “داعش”.في نفس الإطار، ثمن جيوف بورتر المجهودات التي قامت بها الجزائر لتأمين المنطقة، لاسيما أنها نجحت في تجنب ربيع عربي، على غرار ما حدث في الدول المجاورة لها. ولخص نفس المسؤول أهم العوامل التي تحول دون استعادة دول المغرب العربي مستواها الإنتاجي التاريخي، في تقلبات أسعار النفط الحالية، إلى جانب تواجد تنظيم “داعش” بالمنطقة. وأجمع العديد من الخبراء الحاضرين في القمة العاشرة للبترول والغاز، على أن انخفاض أسعار البترول المسجل حاليا في الأسواق الدولية سيستمر لسنوات أخرى، ما سيخيب آمال الحكومة الجزائرية التي تنتظر انتعاشا لهذه الأسعار على المدى القصير للخروج من الأزمة الاقتصادية التي تتخبط فيها الجزائر منذ أكثر من سنة. وأفاد نائب رئيس شركة “شال” لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بأن شركته “تنتظر أسعارا منخفضة نسبيا على المدى الطويل”، فيما أكد رئيس مؤسسة استشارات المخاطر لشمال إفريقيا، جيوف بورتر، أن الأسعار ستبقى “منخفضة خلال الخمس إلى السبع سنوات المقبلة”، مشيرا إلى أن التكيف مع الأسعار الجديدة سيمثل تحديا للجزائر ودول أخرى مثل ليبيا لزيادة إنتاجها. ومن جهته، أوضح ألكس هاينز، نائب رئيس تطوير الأعمال الإقليمي للشرق الأوسط وإفريقيا، في تصريح لـ«الخبر”، أن “انخفاض أسعار النفط سيؤخر تجسيد مشاريع قطاع المحروقات في الجزائر”.بريطانيا تبارك قانون المالية 2016قال السفير البريطاني في الجزائر، أندرو نوبل، إن الأمور على الصعيد السياسي تتغير بطريقة إيجابية في الجزائر، مباركا المصادقة على مشروع قانون المالية لسنة 2016، الذي يهدف، حسبه، إلى تحديث المقاربة الخاصة بإعادة النظر في نظام التعويضات.في نفس الإطار، أفاد أندرو نوبل، الحاضر في الطبعة العاشرة لقمة شمال إفريقيا للبترول والغاز، بأن هناك العديد من العوامل التي تشجع الاستثمار في الجزائر، بالنظر إلى الاستقرار الذي يعرفه هذا البلد مقارنة بدول المنطقة. واعتبر السفير البريطاني الجزائر “شريكا فعالا في مجال الطاقة”، وأن “البترول والغاز الجزائريان مهمان بالنسبة لبريطانيا”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات