إذا أردتم أن تعرفوا المستوى الحقيقي الذي وصلت إليه السلطة في رداءتها، اقرأوا “الهوشة” النسائية في حمّام “لالة عيني”، بين الخبير الاقتصادي مبتول، ووزير المالية بوخالفة !مبتول يشكو بوخالفة إلى الوزير الأول ورئيس ديوان رئاسة الجمهورية أويحيى.. ويقول لهما: “اربطا وزيركما عني”! وكأن الوزير الأول ورئيس الديوان لم يبق لهما ما يفعلانه في البلاد سوى فك هوشة الحمّام هذه بين خبراء آخر الزمان ووزراء آخر الزمان...! فلو كان الوزير بوخالفة فيه ذرة من صفات الوزير ما هدد زميله (الخبير) هذا التهديد الذي حمله على أن يشكوه إلى الحكومة والرئاسة... ولو كان الخبير مبتول خبيرا حقا لعرف أن بوخالفة لم يعيّنه في منصبه لا سلال ولا أويحيى، وبالتالي كان من الواجب عليه لو كان فعلا خبيرا أن يشكو الوزير إلى من عيّنه! وإذا لم يعرف من عيّنه، فكيف يكون خبيرا إذن في الاقتصاد والمالية.لا وزير المالية يعرف ما يقول في الرد على خصومه “الخبراء”، ولا الخبراء يعرفون الجهة التي يشتكون إليها تجاوزات الوزير..؟! فلو كان المبتول بتولا في العلم لعرف أن الخصومة بينه وبين وزير المالية مجالها القضاء وليس رئاسة الحكومة أو رئاسة الجمهورية، لكن مستوى خبرائها لا يختلف في رداءته عن مستوى الوزراء... ولذلك صار الخبير وزيرا للمالية بإرادة من لا خبرة له في السياسة والمال والحكم!شيء آخر ذكرته الصحف وهو أسوأ من “هوشة” الوزير والخبير... هو أن السيد عمار غول وضع تاجه على رأسه وانتقل إلى الأغواط... وقال إنه يحمل رسالة من الرئيس بوتفليقة إلى سكان الأغواط، مفادها “أن الرئيس توحش مردود الأغواط”! هكذا والله! الرئيس ليس عنده الوقت كي يرد على رسالة الـ19 ورسالة توفيق، وله الوقت الكافي في أن يستقبل غول ويكلفه بالحديث للأغواطيين عن اشتياقه لـ«المردود”! أي عبث هذا الذي يحدث في دواليب الدولة! هل الرئيس هو الذي أصبح يقول أي كلام لوزرائه.. أم الوزراء هم من أصبحوا يقولون أي كلام باسم الرئيس؟! حتى الكلام الذي يحمل في طياته بذور تكذيبه!هل يعرف غول أن قول شخص لأهل الأغواط أنه اشتاق لأكل المردود الأغواطي معناه شتيمة لهم؟! وقول غير أخلاقي لا يمكن أن يصدر عن شخص محترم، ما بالك برئيس جمهورية؟! اسألوا أهل الأغواط يشرحون لكم المعنى الحقيقي لهذا التعبير!عندما تكون مؤسسات الدولة الحيوية مثل المالية والرئاسة ورئاسة الحكومة وخبراء الاقتصاد يتحدثون عن السياسة والاقتصاد بمنطق “طيّابات الحمّام”، والاشتياق لأكل المردود فهي المصيبة[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات