+ -

أوقفت قوات الأمن، أمس، أكثر من 350 مساعد تربوي ومنعتهم من الاحتجاج أمام مقر وزارة التربية في الرويسو بالعاصمة، وتحول الاعتصام إلى مداهمات بوليسية بين الشرطة ومحتجين وجدوا عناصر الأمن في انتظارهم بمحطتي خروبة والميترو اللتين شهدتا عمليات تفتيش وتدقيق في هويات الوافدين عليهما، ليحوّل مسارهم إلى مراكز الشرطة، ما حال دون وصولهم إلى الوزارة.”ما حدث أمس عصف بميثاق الأخلاقيات والرد على بن غبريت سيكون بعد العطلة..” شهد الاحتجاج الوطني الذي دعت إليه تنسيقية المساعدين التربويين المنضوية تحت لواء نقابة “اسنتيو”، انزلاقات خطيرة وملاحقات بين رجال الأمن والمحتجين، حيث تفاجأ منخرطو التنسيقية بأعداد هائلة من عناصر الشرطة بالزي المدني تعترض طريقهم للتدقيق في هوياتهم “والأدهى أننا وجدنا هؤلاء في انتظارنا في محطتي الخروبة والميترو، كأن الأمر يتعلق بمجرمين مطلوبين قضائيا. ولم تتردد قوات الأمن في توقيفنا ووضعنا في حافلات باتجاه مراكز الشرطة على مستوى العاصمة، بعد أن حجزت كل الوثائق التي كانت بحوزتنا..”، يقول ممثل إحدى الولايات الشرقية، نجح في الإفلات من قبضة الأمن باتجاه مقر النقابة في ساحة أول ماي بالعاصمة. وتحول مقر نقابة عمال التربية “اسنتيو” في العاصمة، أمس، إلى مخبأ لجأ إليه الفارون من مداهمات الشرطة، حيث أكدوا أن تدخل الأمن هو الأعنف والأقوى في تاريخ احتجاجات التنسيقية، بالنظر إلى عدد الأعوان الذين تم تجنيدهم في مداخل العاصمة وعلى مستوى مختلف الأزقة والأحياء المجاورة لبلدية سيدي امحمد التي تضم ملحقة وزارة التربية، حيث تجاوز عددهم بكثير عدد المحتجين.والغريب في الأمر، مثلما يقولون، أن أعوان الشرطة تلقوا تعليمات صارمة للتصدي بقوة للمحتجين على خلاف العادة.مداهمات بوليسية تنتهي بتوقيف أكثر من 350 محتجوقال الأمين العام لولاية بجاية، حسين سيدي علي، الذي نجح في “مراوغة” أعوان الشرطة، إن المحتجين وجدوا أنفسهم أمس مضطرين لاستعمال طرق وحيل غالبا ما يستعملها قطاع طرق أو الفارون من قبضة الشرطة، حيث أجبرتهم عمليات المداهمة على الركض في الأزقة دون أن تكون لديهم أدنى فكرة عن الاتجاه الذي سيسلكونه. ودامت المداهمات، يضيف محدثنا، طيلة الصباح، قبل أن يتمكن عدد قليل من المحتجين من الاختباء في انتظار عودة رجال الأمن إلى مراكز الشرطة، وبشق الأنفس تمكنوا، كما يقول، من “الهرولة” باتجاه مقر النقابة في ساحة أول ماي، حيث تحول إلى ملجأ للمحتجين. وشهد مقر “اسنتيو” طيلة نهار أمس حركة ترقب غير عادية، حيث ظل منخرطو التنسيقية في انتظار الإفراج عن زملائهم الموقوفين. وأكد المنسق الولائي لبجاية أن عدد هؤلاء تجاوز 350 محتج، تم توقيفهم وحجز وثائقهم، وتحول المقر أيضا إلى غرفة عمليات يتبادل فيها المحتجون الفارون المعلومات مع قيادة النقابة التي تدخلت بقوة لدى الوزارة للإفراج عن الموقوفين.”بن غبريت عاملتنا كمجرمين.. وسنرد عليها بقوة بعد العطلة..”من جهته، قال القيادي في نقابة “اسنتيو”، قويدر يحياوي، أمس، إن نسبة الاستجابة لإضراب أمس بلغت حوالي 70 بالمائة على المستوى الوطني، فيما شهدت عدة ولايات شرقية كسطيف وبجاية وبسكرة وتيسيمسيلت وسكيكدة، شللا تاما على مستوى مختلف المؤسسات التربوية.واستنكرت النقابة على لسان ممثلها ما اعتبرتها “مهزلة” في حق منخرطيها، وقالت إنها تفاجأت بطريقة تعامل الوصاية مع الاحتجاج وتسخيرها القوة العمومية لتفريق المحتجين، رغم أن التنسيقية أودعت إشعارا بالاحتجاج على مستوى المصالح المختصة.وقال محدثنا إن تنظيمه تفاجأ بكيفية تعامل الوزارة مع المطالب الشرعية، وأضاف أنه في الوقت الذي كان الجميع في انتظار دعوة من مصالح بن غبريت لفتح أبواب الحوار تكريسا لما جاء في ميثاق أخلاقيات القطاع الموقع مؤخرا، وتطبيقا للقانون، برهنت الوزارة مرة أخرى أن الدعاية الكبيرة التي رافقت هذه الوثيقة مجرد تسويق إعلامي لتأليب الرأي العام ضد موظفي القطاع. وقال يحياوي إن وزارة التربية داست على قانون العمل وعلى ميثاق أخلاقيات القطاع، وهي تتحمل، مثلما يضيف، مسؤولية ما سينتج عن هذا “الانحراف”، حيث كشف عن دورة طارئة للمجلس الوطني أيام 19 و20 و21 ديسمبر الجاري، للرد بقوة على سياسة الوصاية المناقضة لتصريحات المسؤولة الأولى عنها “ولتتحمل بن غبريت عقبات أي قرار يتخذ خلال الفصل الثاني من أجل إعادة الاعتبار لهذه الفئة وكل موظفي القطاع، لأننا لا نرضى أن نعامل معاملة المجرم، كوننا نطالب بحقوقنا المشروعة، فالمساعدون التربويون قاموا باحتجاج سلمي نتيجة إقصائهم من الامتحانات المهنية لفئة الآيلين للزوال الذين مازالوا مرتبين في السلم 7.. فما حصل أمس عصف بميثاق الأخلاقيات والرد على بن غبريت سيكون بعد العطلة..”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات