يرى البروفيسور عبد الحميد أبركان، عضو مجموعة الـ19، أن المسعى الذي يريد أصحابه مقابلة رئيس الجمهورية، “إيجابي جدا في تقييمه الكلي رغم عدم تحقق الطلب إلى اليوم”، وذلك لأنه “فتح فجوة” في المجال السياسي العام، تبين أن المجتمع الجزائري “لا يزال حيا وواعيا بمصيره ومستقبله في ظل التهديدات التي يعيشها”.وأبرز أبركان، في لقاء جمعه بعدد من وسائل الإعلام الوطنية، أمس، بالعاصمة، أن الهجوم الذي نال مجموعة الـ19 “دليل على أنها أصابت هدفها، ومن ثم فهي مصرة على استكماله إلى نهايته”. وقال عن مهاجمي المسعى من أحزاب الموالاة، إن “هؤلاء ليسوا أوصياء على السياسة حتى يمنعوا مواطنين من حقهم في لقاء رئيسهم، يستطيعون التعليق نعم، لكن ليس باسم الرئيس”.وفي نفس النقطة، تجنب أبركان، الذي يشغل حاليا منصب رئيس بلدية الخروب بقسنطينة، الخوض في “الاستصغار” الذي ناله من أمين عام الأفالان، عمار سعداني، عندما قال إنه “رئيس بلدية ويريد مقابلة الرئيس!”. وعلق على ذلك من منظور عام قائلا: “هم ينظرون إلى رئيس بلدية على أنه قيمة مهملة. لقد توليت هذا المنصب بانتخاب نظيف، والنظافة اليوم صارت عملة نادرة، أصارحكم أنني توليت مسؤوليات كبيرة في الدولة، لكنني لا أجد نفسي إلا في خدمة الشعب اليومية في القطاع العمومي، الصحة، الرياضة، التعليم والمحيط.. وهذا ما أستطيع فعله وأنا رئيس بلدية”.وتابع أبركان يقول: “إنها ثقافة عامة مكرسة عند المسؤولين في الجزائر، تنظر بإهانة إلى المنتخب المحلي ولا تعطي قيمة للانتخاب والعمل السياسي. لقد خرجت من الحكومة في 2003، بمحض إرادتي، وأجدني اليوم، لما صرت رئيس بلدية، في تواصل مع مساري، ووحده التاريخ سيكتب الفرق الأخلاقي بين فلان وعلان”.لكن ما هي الأسباب التي تجعل الرئيس بوتفليقة لا يستجيب لطلب لقائه إلى اليوم؟ سؤال يجيب عنه وزير الصحة سابقا بتقديم احتمالين: “يمكن أن يكون الرئيس بوتفليقة مشغولا بفعل الأجندة والمهام التي يقوم بها، ولم يحن بعد وقت الاستجابة لطلبنا. يمكن أيضا أن يكون طلبنا قد وصله مشوها، أي بشكل لا يعبر عن مضمونه الذي يكن كل الاحترام لرئيس الجمهورية ومؤسسات الدولة”. وماذا عن إمكانية أن يكون الرئيس رافضا للقاء المجموعة؟ يستبعد أبركان هذه الفرضية تماما، لأن “نية المجموعة ليست إحراج الرئيس، بدليل أن من الموقعين عليها مجاهدين كانوا مقربين جدا منه، وهؤلاء لا يمكن أن تكون نواياهم غير صادقة”.عبد الحميد أبركان، عكس باقي أعضاء مجموعة الـ19، يرفض الإسهاب في قضية الجنرال حسان، لأنه لا يملك المعطيات الكافية للتعليق، ويكتفي فقط بأن “ما يحدث يدعو للحيرة والقلق”. وبالكاد افتك منه أيضا تعليق على رسالة الجنرال توفيق، بعد الإلحاح عليه كونها موجهة للرأي العام. “من موقعي كمواطن، احترمت ما جاء في الرسالة، لأنها تحمل روح المسؤولية، والجنرال توفيق أعطى رأيه في القضية بكل احترام، فقد اعتبر أنه من مسؤوليته وأخلاقه ألا يتهرب من المسؤولية، وهذه الفكرة تتقاطع مع طرح مجموعة الـ19 التي تريد أن يتحمل كل طرف مسؤوليته. لذلك أعتقد أن ضميره هو ما جعله يخرج عن الصمت المريح الذي كان فيه”. ويعتقد أبركان أن الجزائر غير محصنة من انفجار اجتماعي الذي قد يكون مصدره مشاكل داخلية أو عوامل خارجية أيضا.سؤال أخير أجاب عنه عبد الحميد أبركان يتعلق بموقف حزبه الأفافاس، من انخراطه في مسعى مجموعة الـ19. يقول مجيبا: “أنا منضبط في الحزب الذي اخترت الترشح في قائمته لقيمه ومبادئه، كوني اشتراكيا لم أشتغل في حياتي خارج القطاع العام، رغم احترامي للقطاع الخاص. لا زلت وفيا لخط الأفافاس، وأنا في مسعى الـ19 بشخصي ولا أجد تناقضا في ذلك”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات