38serv

+ -

 يعود، اليوم، عمار سعداني، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، إلى ساحة “العراك” مع خصومه، من بوابة الاجتماع التقييمي لتصفيات انتخابات مجلس الأمة، بالعاصمة، وهو محمل بعبئين، عبء الرد على كلام “معلوم” يتمثل في رسالة الجنرال توفيق، الجمعة الماضي، وأيضا عبء التعامل مع التحدي الذي رفعه ضد لويزة حنون، التي فعلت ما طلبه منها، وتحول تحديه لها إلى تحد ضده.يلتقي عمار سعداني، اليوم، المترشحين لعضوية مجلس الأمة، بعد الانتخابات التصفوية التي جرت بالولايات، على وقع “حروب ليل”، لم تختلف عن سابقاتها، لكن الأمين العام للأفالان لا يهمه الحدث المتعلق بانتخابات مجلس الأمة، طالما أنه ضامن بأن الأغلبية في الغرفة العليا سوف تكون لحزبه، لكن الأهم بالنسبة له، الرد على كلام، صاحبه، هذه المرة، لم يكن متخفيا، ولم يبد رأيا بالوكالة، ويتعلق الأمر بالرسالة التي وجهها الفريق محمد مدين المدعو “توفيق”، وتصدرت الصفحات الأولى للصحف، السبت الماضي، ودافع فيها عن الجنرال حسان الموجود بالسجن العسكري بوهران، بعد الحكم الصادر بحقه من قبل المحكمة العسكرية للمرسى الكبير، قبل نحو عشرة أيام. ولم يصدر أي رد فعل رسمي إزاء الرسالة التي وجهها الجنرال توفيق، بينما لم يعلق الطيب لوح على القضية، أمس، بمجلس الأمة، على هامش النقاش حول قانون مكافحة العنف ضد المرأة.وتعد الخرجة المتوقعة، اليوم، من قبل الأمين العام للأفالان، الأولى بعد اجتماع مكتبه السياسي، الإثنين الماضي، وكان هجومه، خلال الاجتماع، ثقيلا على مجموعة الـ19، وبالخصوص تهجمه على الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، وما تلا ذلك من جدل إزاء دعوته إياها للتلفظ بالبسملة، مقابل استقالته من الحزب، بينما تتجه الأنظار إلى موقفه من ردة فعل لويزة حنون التي تلفظت بالبسملة، وزادت عليها “وأقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم كلما أراك”، وجددت تأكيدها التحدي تجاه سعداني خلال اجتماع مجموعة الـ19، أول أمس. وإن كان التساؤل بشأن: هل سيستقيل سعداني اليوم؟ مجرد “مزحة”، إلا أن خصومه من داخل الحزب، الذين أخلوا الجو، مؤقتا، لمجموعة الـ19 لتولي أمر سعداني، وجدوا في الحرج الذي أوقع سعداني نفسه فيه، بمثابة تزكية لمواقفهم إزاء خطاب سياسي لم يعهده حزب يحكم البلاد منذ الاستقلال، مثلما عبر عن ذلك المجاهد لخضر بورقعة.وفي انتظار التنفيس الذي ينتظر سعداني بعنوان الفوز بمقاعد مجلس الأمة، يوم 29 ديسمبر الجاري، تطرح تساؤلات حول: إلى أي مدى يستطيع سعداني الصمود أمام تصريحاته المتكررة والمثيرة لمتاعب وردود فعل شمالا وجنوبا، لا يبدو أنه مرهق بسببها، رغم أن القراءات التي كانت تعقب كل تصريح توقعت أن يكون سببا في رحيله، لكن الرجل الذي تهجم على الجنرال توفيق، وهو في منصبه، اكتسب نظرة خصومه كما مؤيديه، تفيد بحصانة منيعة من حوله، مثلما لم تنل منه تصريحات مثيرة حول قضية الصحراء الغربية، لمعاكستها الموقف الرسمي، وردت السلطات الرسمية على سعداني باستقبال الرئيس بوتفليقة الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز، مثلما تحركت آلة السلطة لإعادة الخطاب الرسمي الجزائري بخصوص القضية الصحراوية إلى الترويج، لمحو آثار تصريحات الأمين العام للأفالان.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات