+ -

 ظاهرة جديدة في الحياة السياسية للجزائر.. الرئيس يخاطب شعبه والطبقة السياسية بواسطة الرسائل.. ورجال السياسة هم أيضا يمارسون التحاور مع الرئيس بواسطة الرسائل! والصحافة أصبحت ساعي بريد بين الاثنين.. تنقل رسائل الرئيس إلى الشعب، وتنقل رسائل المسؤولين إلى الرئيس.. لأن الجهاز الوطني للحوار بين السلطة والطبقة السياسية أصبح مسدودا.. هكذا قالت جماعة 19، وهكذا قال الفريق مدين في رسالته للرئيس عبر الصحافة؟!لا تتعجبوا من شجاعة لويزة حنون وخليدة تومي التي ظهرت في رسالة 19 إلى الرئيس.. لأن الرئيس هو الذي سبق وأن أشاد بكفاءة حنون وخليدة تومي، وقال عنهما أنهما أفضل من الرجال؟!ولا تتعجبوا أيضا إذا حازت رسالة الفريق توفيق للرئيس على وسام الشجاعة بين كتبة الرسائل للرئيس.. لأن الجنرال توفيق قد وسمه أيضا الرئيس بوتفليقة بوسام الشجاعة قبل 6 أشهر! ولهذا كانت له الشجاعة الكافية لأن يقول للرئيس عدالتك ظلمت الجنرال حسان!لا أحد يمكن أن يقنعنا بأن الرئيس بوتفليقة لم يكن على علم بمجريات محاكمة الجنرال حسان أو غيره من الجنرالات وهو القاضي الأول في البلاد.. حتى تشعره بذلك جماعة 19 أو الفريق توفيق برسائلهما إليه؟!حدثني أحد النواب العامين في قسنطينة قبل سنوات أن الرئيس بوتفليقة هاتفه شخصيا قائلا له: “إذ حضرت زوجة الجنرال بتشين المحكمة بناء على أمر منك لإحضارها في قضية مدنية رفعت ضدها، فما عليك إلا أن تحمل أوراقك وتغادر المكتب”! هكذا كان يتصرف الرئيس مع العدالة وهو ربع رئيس أو نصف رئيس أو ثلاثة أرباع الرئيس.. فكيف يكون الحال وهو رئيس بالكامل لهذا البلد، حيث جمع كل الصلاحيات في يده بما فيها صلاحيات إحياء الموتى وقتل الأحياء من المسؤولين؟ǃنعم بوتفليقة يكون تعمّد إهانة توفيق بسجن مساعده حسان.. وهو ما أخرج توفيق عن صمته الذي استمر ربع قرن.. لكن الإهانة الكبرى لتوفيق هي تكليف بوتفليقة وجماعته وزير الاتصال حميد ڤرين بالرد على الجنرال توفيق! وتلقينه درسا في واجبات التحفظ التي لم يحترمها الجنرال توفيق، واضطرت الحكومة أن تلفت انتباهه إليها عبر الوزير ڤرين!كان على الجنرال توفيق أن يندب “حنكه” بالقرداش عندما يسمع نصائح وزير الاتصال وهو يزايد عليه بضرورة نبذ العنف اللفظي والتقيّد بواجب التحفظ! حميد ڤرين قال مزايدا على الجنرال توفيق باسم الحكومة: “إنه من المناضلين ضد العنف بكل أنواعه، من العنف ضد الطفل إلى العنف ضد المرأة إلى العنف في الطرقات والملاعب”! لكن شجاعة وزير الاتصال لم تمكنه من مناهضة العنف الشرطوي والدياراسي والدركي والعدالة والعنف السياسي، فهذه ليست من صلاحيات وزير الاتصال والحكومة التي يتحدث باسمها، بل هي من صلاحيات جهات أخرى.. توفيق شيّد نظاما عذب الشعب ربع قرن وها هو اليوم يعذب الجنرال نفسه[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات