المنتخب الأولمبي يصفع المشككين في مستوى المحليين

+ -

أعاد المنتخب الوطني الأولمبي الاعتبار للاعب المحلي بفضل المشوار الايجابي الذي قطعه لحد الآن في كأس أمم إفريقيا (-23 سنة)، التي تحتضنها السنغال هذه الأيام، فقد اقتطع تأشيرة المرور إلى الدور نصف النهائي عن جدارة واستحقاق في المركز الأول ضمن مجموعة “الموت” التي تمثلها منتخبات نيجيريا، ومالي ومصر.رغم أن كتيبة المدرب السويسري بيار شورمان لم تضمن بعد تأهلها إلى أولمبياد ريو دي جنيرو 2016 ضمن المنتخبات الثلاثة الأولى، إلاّ أنّ الوجه الذي قدمه رفقاء المهاجم زين الدين فرحات أمام منتخبات قوية بحجم مصر ومالي ونيجيريا، يعيد الحديث عن اللاعب المحلي إلى الواجهة، على اعتبار أن المنتخب الأولمبي انتقل إلى السينغال بتعداد يضم لاعبين محليين مائة في المائة، تكوّنوا في النوادي الجزائرية ولم يعرف تدعيما مثلما كان يرغب فيه التقني السويسري، الذي لم يحصل على خدمات آيت عثمان (خيخون)، وبن رحمة (نيس) وبن سبعيني (مونبولييه).ويرى المتتبعون أن بروز المنتخب الأولمبي في دورة السينغال كان بمثابة “صفعة” وجهت للمشككين في قدرات اللاعب المحلي، وللذين يلهثون وراء ما تنجبه مدارس التكوين الفرنسية، لكنهم دعوا إلى ضرورة الاعتناء بهذا المنتخب ومتابعته حتى يكون خزانا للمنتخب الأول الذي يقوده الفرنسي كريستيان غوركوف. الفنيون يدعون إلى الاستثمار في التشكيلة الأولمبيةلكن عدم تواجد الناخب الوطني غوركوف في السينغال فتح المجال لعدة تأويلات، فقد وصف المدرب جمال مناد غيابه بـ “الحڤرة”، وقال في تصريحه أمس لـ “الخبر” “كان من الضروري على الناخب الوطني غوركوف معاينة لاعبي المنتخب الأولمبي عن قرب، من أجل انتقاء بعض اللاعبين وتحضيرهم لتدعيم المنتخب الأول مستقبلا”، مضيفا “لاعبو الأولمبي يجب أن يحظوا بثقة غوركوف.. وحسب رأيي، يجب الاحتفاظ بأغلبية اللاعبين المحليين وتدعيمهم ببعض الركائز، على غرار براهيمي ومحرز وسليماني من أجل تمثيل المنتخب الأول، مثلما كان عليه الحال في عهدنا”.واعتبر اللاعب الدولي الأسبق أن تأهل المنتخب الأولمبي إلى الدور نصف النهائي يعود فيه الفضل بالدرجة الأولى إلى النوادي الجزائرية، التي منحت الفرصة لهؤلاء اللاعبين من أجل البروز واللعب بانتظام، وأشار أيضا إلى تراجع مستوى النوادي الإفريقية، مستثنيا نادي تي.بي مازيمبي الكونغولي فقط.ويرى بعض المتتبعين أن رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة أراد تفادي سيناريو آيت جودي سنة 2011؛ عندما حمّلته بعض الأطراف مسؤولية إخفاق المنتخب الأولمبي في التأهل إلى أولمبياد لندن في الدورة النهائية التي احتضنتها المغرب، عندما تدخل المدرب البوسني وحيد حاليلوزيتش في العمل الفني للمدرب آيت جودي وتأثيره على معنويات لاعبيه، خاصة في مواجهة منتخب نيجيريا المصيرية، ولهذا تعمد إعفاء المدرب الفرنسي كريستيان غوركوف من التنقل إلى السينغال والاكتفاء بالحصول على التقارير التي يعدّها المدير الفني والوطني توفيق قريشي.لكن المدرب مصطفى هدان لم يكن رحيما مع رئيس الفاف، ولا بالتقني الفرنسي غوركوف، واعتبر غياب هذا الأخير عن دورة السينغال ذنبا لا يغتفر ودليلا واضحا على أنه لا يعير أي اهتمام باللاعب المحلي، مشيدا بالإمكانيات التي أظهرها رفقاء فرحات. كما أشار إلى أنّ الطريقة التي تبناها التقني السويسري بيار شورمان، تختلف تماما عن الخطة التي ينتهجها غوركوف مع المنتخب الأول.وبحسب الناخب الوطني الأسبق عبد الرحمان مهداوي، فإنه يؤمن بوجود المواهب الكروية في الجزائر وضرورة منحها الفرصة للبروز، وقال في تصريحه أمس لـ “الخبر” “المواهب موجودة وكانت موجودة، لأنّ المنتخب الأول عرف تألق اللاعبين المحليين، على غرار سليماني وجابو وحليش وبونجاح، وآخرين، ولهذا يجب الاعتناء باللاعبين المحليين بعدما قدموا مردودا إيجابيا في دورة السينغال”، وأضاف “إذا لم ندعم المنتخب الأول بأربعة أو خمسة لاعبين من المنتخب الأولمبي، أعتبر أن الاستثمار في الفئات الشابة كان فاشلا على طول الخط”.ويرى مهداوي أنّ المسؤولين على الكرة الجزائرية تعلّموا كثيرا من أخطائهم السابقة، والنتائج بدأت تظهر في دورة السينغال، لكنه دافع عن غوركوف عندما اعتبر تنقله إلى السينغال ليس ضروريا، طالما أن المدير الفني الوطني توفيق قريشي متواجد في عين المكان، على حد تعبيره.ورغم دفاع أغلب الفنيين عن اللاعب المحلي، إلا أنهم يعترفون بنقص التكوين والاعتناء بالعناصر الشابة على مستوى الأندية، ما يعني أنه في حال تأهل المنتخب الأولمبي إلى أولمبياد ريو دي جنيرو 2016، لن يخفي العيوب والمشاكل التي تتخبط فيها الكرة الجزائرية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات