روراوة يتراجع ويعترف بنجاح مشروع حدّاج

+ -

 اعترف رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بأن النتيجة التي حققها المنتخب الأولمبي في كأس أمم إفريقيا لأقل من 23 سنة المقامة حاليا بالسينغال، يعود الفضل فيها لسابقه على رأس الاتحادية، حميد حدّاج، الذي كان وراء إطلاق مشروع أكاديمية “الفاف” خلال عهدته ما بين 2005 و2009. حمل بيان المكتب الفدرالي، أمس، إقرارا من محمّد روراوة على أنه ارتكب خطأ جسيما حين اتخذ قرارا ارتجاليا سنة 2013 بغلق أكاديمية “الفاف” بحجّة أنها مشروع فاشل، وتدارك رئيس الاتحادية خطأه بعد سنتين كاملتين على انسياقه وراء المدير الفني الوطني السابق بوعلام لعروم، الذي أراد التقليل من قيمة عمل سابقه في منصب المدير الفني الوطني فضيل تيكانوين، حين أقنعه - لعروم - بأن البلدان الأوروبية الكبيرة كرويا مثل ألمانيا وفرنسا، تخلّت عن مشروع الأكاديميات الكروية، من منطلق أنه لم يحقق الأهداف التي سطّرت من أجله،  ويعترف روراوة أخيرا  بأن حدّاج أطلق مشروعا ناجحا فعلا، مكّنه من جني ثماره حتى بعد “هدم” الأكاديمية.وبعدما تبنّى روراوة الفكرة وروّج لها إعلاميا، منتقدا ضمنيا المشروع الذي أطلقه الرئيس السابق للاتحادية، حميد حدّاج، تراجع رئيس الاتحادية عن موقفه مضطرا، حين تبيّن له بأن اللاّعب المحلي المتخرّج من أكاديمية الاتحادية، على غرار حدّوش وفرحات، يمكنه أن ينافس عمالقة الكرة في القارة السمراء، ويحقق هدف الاتحادية وحلم كل الجزائريين؛ بضمان المشاركة لثاني مرة في تاريخ الكرة الجزائرية في الأولمبياد بعدما تواجدت الكرة الجزائرية سنة 1980 بموسكو.وجاء في بيان المكتب الفدرالي إعلان جديد على إعادة بعث أكاديمية “الفاف”، من خلال اعتماد مشروع بناء مكان إقامة اللاّعبين لأقل من 15 سنة و17 سنة على مستوى المركز التقني بسيدي موسى: “نظرا للنتائج المحققة من طرف الفرق واللاّعبين السابقين لأكاديمية الفاف، خاصة الذين يشكّلون اليوم المنتخب الوطني الأولمبي من جهة، وفي انتظار إنجاز مراكز تكوين الأندية من جهة أخرى”. حضور رئيس “الفاف” بالمغرب قضى على أحلام أولمبياد لندنواللاّفت للانتباه بأن رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، بشخصه أو بقراراته، كان سببا في تعطيل مشروع بناء منتخبات “محلية” تعد بمستقبل زاهر، والأمثلة على ذلك كثيرة.فقد سبق لأكاديمية “الفاف” في عهد حميد حدّاج، بناء منتخب قوي لأقل من 17 سنة، شارك في نهائيات كأس أمم إفريقيا بالجزائر، وبلغ الدور النهائي، فقد خسر التاج أمام منتخب غامبيا، غير أن ذلك المنتخب الذي أشرف عليه الثنائي عثمان إبرير وحكيم مدّان، شارك في المونديال بنيجيريا، غير أن “الفاف”، حين عاد روراوة إلى قصر دالي إبراهيم، لم تتابع ذلك الجيل الصاعد الذي قاده المهاجم المتألق آنذاك نذير بن دحمان، الذي تم إقصاؤه من المشاركة في المونديال.كما أن المنتخب الأولمبي، في عهد المدرّب عز الدين آيت جودي، كان قاب قوسين أو أدنى من كتابة التاريخ في دورة المغرب قبل أربع سنوات، وكان المنتخب ما بين شوطي المباراة الثالثة والأخيرة لدور المجموعات متأهّلا إلى نصف النهائي، حين كان متفوّقا بهدف بغداد بونجّاح دون ردّ.. وكبُر حلم المشاركة في أولمبياد لندن 2012، قبل أن تنقلب الأوضاع رأسا على عقب، بمجرّد دخول روراوة غرف تغيير الملابس للسطو مسبقا على “إنجاز في الأفق” للمدرّب آيت جودي، ويتحدّث إلى اللاّعبين بحضور المدرّب الوطني السابق وحيد حاليلوزيتش، وكان لذلك التدخّل أن دفع جيلا بأكمله الثمن غاليا، بسقوطه برباعية نيجيرية لمنافس كان أصلا خارج المنافسة.رئيس الاتحادية الذي يعترف في بيانه بأن الجيل الحالي من اللاّعبين المتواجدين في المنتخب الأولمبي، يصنعون أفراح بعض الأندية الجزائرية، على غرار زين الدين فرحات من اتحاد الجزائر، وزكريا حدّوش من وفاق سطيف، هو الرئيس ذاته الذي نصح الوفاق بعدم المشاركة في رابطة أبطال إفريقيا. ومن المفارقة أن إدارة الوفاق لم تأخذ بالنصيحة، وشاركت في المنافسة ونالت التاج القاري الذي رشّحها للمشاركة في مونديال الأندية، قبل أن يبلغ اتحاد الجزائر، في الطبعة الموالية، نهائي رابطة أبطال إفريقيا باللاعبين المحليين أيضا.عدم مرافقة رئيس “الفاف” للمنتخب الأولمبي إلى السينغال، أملته عدم ثقة روراوة أصلا في هذا المنتخب المتخرّج من أكاديمية “حميد حدّاج”، وتلك الثقة الغائبة، كانت مكسبا كبيرا للأولمبيين الذين أكدوا بما لا يدع مجالا للشكّ بأن أي نجاح مقرون بعمل المدرّبين ويعود الفضل له للرئيس السابق لاتحادية حميد حدّاج، وبأن أي تواجد للرئيس الحالي لـ “الفاف”، يمكن أن يكون له نتائج عكسية. مضاعفة علاوات تصفيات المونديالوعد رئيس “الفاف”، حسب مصدر عليم، منح لاعبي المنتخب الأولمبي وكل أعضاء الأطقم الفنية والإدارية والطبية، علاوة مغرية، دون تحديد قيمتها، في حال تحقيق الحلم والتأهّل إلى أولمبياد ري ودي جانيرو. وتجدر الإشارة إلى أن “الفيفا” منحت هذه المرة ثلاث بطاقات فقط للأولمبياد لأفارقة، على خلاف الطبعة الماضية التي استفادت منها إفريقيا من أفضلية التنافس على بطاقة رابعة مع منتخب من آسيا، ما يعني أن صاحب المركز الرابع في دورة السينغال لن يشارك في الأولمبياد. وعلى صعيد آخر، قرر المكتب الفدرالي مضاعفة علاوات المباريات ضمن تصفيات المونديال للاعبي المنتخب الأول، إذ سيتم منح هؤلاء 5 آلاف دولار عوضا عن ألفين دولار عن كل انتصار داخل القواعد، و10 آلاف دولار بدلا عن 5 آلاف دولار عن كل انتصار خارج القواعد، بينما لن يتم منح اللاّعبين أي علاوة في حال التعادل داخل أو خارج الديار، سوى في المباريات الاستثنائية التي يكون فيها التعادل عنوانا للتأهّل. واحتفظ المكتب الفدرالي بالنظام القديم للعلاوات فيما يتعلق بمباريات تصفيات كأس أمم إفريقيا، من باب أن المنتخب في طريقه إلى ضمان التأهّل، حيث يراهن روراوة على تحفيز اللاّعبين من أجل ضمان تحقيق هدف المشاركة لثالث مرة على التوالي في المونديال خلال عهدته.وأعلن المكتب الفدرالي عن تعيين ممثلين عن “الفاف” للتنقل إلى أديس أبيبا الإثيوبية، في جانفي المقبل، وبعدها إلى السيشل لمعاينة المرافق، تحضيرا لمواجهة “الخضر” أمام إثيوبيا يوم 29 مارس المقبل، ومنتخب السيشل في جوان المقبل ضمن تصفيات كأس أمم إفريقيا 2017.        

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات