“خدام الناس سيدهم” حِكمة شعبية كثيرا ما يُرددها عبد الله صاحب 45 عاما، ويُطبقها بتواضع وتفان كبيرين في عمله اليومي كملحق بمخبر ثانوية الشهيد أحمد بوسماحة بوسط مدينة تيبازة، حيث لم تزده الـ17 سنة التي قضاها في العمل سوى حب لمهنته.. مِهنة صنعت له مستقبلا كرب لعائلة مكونة من أم تعمل كأستاذة علوم إسلامية، وأربعة أطفال كلهم متمدرسون.تلقى عبد الله تعليمه الابتدائي بمسقط رأسه بمنطقة ”مناصر” قبل أن يلتحق بثانوية ”الزيانية” بشرشال، ولم يُسعفه الحظ في تخطي امتحان نيل شهادة البكالوريا، رغم حُلمه آنذاك باجتياز هذه العقبة والالتحاق بالجامعة والتخرج كأستاذ للعلوم الطبيعية، غير أن القدر شاء أن يجتاز مسابقة أعوان المخابر سنة 1990 ليُعين لأوّل مرة كعون تقني للمخبر بثانوية ”ركايزي” بداية من سنة 1991 إلى غاية سنة 2000، ويتم تحويله بعدها إلى ثانوية مناصر حيث عمل في نفس المنصب إلى غاية سنة 2010، وبعدها عمل كملحق في المخبر حتى سنة 2012 بعد استفادته من تأهيل، ومن ثمة جرى تحويله إلى ثانوية احمد شريف خالد ببوسماحة في تيبازة.طموح عبد الله في الارتقاء في المهنة دفعه لأن يُقدم ملفا للترشح في المسابقة المهنية على أمل أن يُصبح ملحقا رئيسيا للمخبر، طموح يربطه بمدى تعلقه بمجال العلم والمعرفة وبما يقدمه من خدمات، وهو الذي أراد أن يكون يوما أستاذا، خاصة أن فشله في البكالوريا نسف بحلمه في تدريس العلوم الطبيعية. “الفشل بالنسبة لعبد الله كبوة جواد لا يجب أن تُسقطنا”، هو شعار آخر يرفعه عبد الله في حياته، حيث يقول إنه على المرء مواصلة الطريق نحو الرقي بالذات: ”مادامت الآفاق مفتوحة فلا مجال للتراجع عن بناء مستقبل أفضل”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات